حينما محت قنبلة بحجم منزل من طابقين جزيرة من الوجود!


التجربة الهيدروجينية الأولى في العالم نفذتها الولايات المتحدة قبل 72 عاما في جزيرة “إنيوتوك” بأرخبيل مارشال في المحيط الهادئ.

النموذج الأولي للقنبلة الحرارية الهيدروجينية والذي منح الاسم الرمزي “آيفي مايك”، كان بحجم منزل من طابقين ويزن 82 طنا. زرعت هذه القنبلة في موقع بجزيرة “إلوغلاب” الصخرية الصغيرة غير المأهولة. هذه الجزيرة كانت جزءا من جزر “إنيويتاك” المرجانية الواقعة بجنوب المحيط الهادئ.

لم يكن هذا النموذج الأولي للقنبلة الهيدروجينية مناسبا للاستعمال كسلاح، بسبب حجمه الضخم، ولم يكن من الممكن تحميله على صاروخ أو طائرة قاذفة استراتيجية.

أهمية هذا النموذج الأولي في كونه الأول الذي يستمد قوته التدميرية الهائلة من خلال الاندماج النووي الحراري وليس فقط من الانشطار النووي كما في القنابل النووية.

باختصار، الانشطار النووي أي القنبلة النووية تشعل الاندماج النووي للديوتيريوم السائل، وهو نظير ثقيل للهيدروجين، ما يعطي طاقة رهيبة لا حدود لها.

في الساعة 07:15 من صباح يوم 1 نوفمبر 1952 جرى تفجير القنبلة الأمريكية الهيدروجينية الأولية “آيفي مايك” بجهاز تحكم من سفينة كانت ترسو على بعد 30 ميلا من موقع التفجير.

بلغت قوة الانفجار الحراري 10.4 ميغا طن، وهو ما يعادل مجموع حوالي ألف قنبلة مثل التي أسقطتها الولايات المتحدة في عام 1945 على مدينة هيروشيما اليابانية. الانفجار دمر بشكل كامل  جزيرة “إلوغلاب”، وبلغ قطر الهوية الناجمة عن الانفجار أكثر من ميل.

تقرير عسكري أمريكي وصف عملية تفجير القنبلة “آيفي مايك” قائلا: “لا يمكن بسهولة وصف تلك الطلقة، كما شوهدت على متن السفن المختلفة في البحر. كانت مصحوبة بضوء شديد السطوع، وشُعر بموجة الحر على الفور على مسافات تتراوح من ثلاثين إلى خمسة وثلاثين ميلا. كرة نارية هائلة، ظهرت في الأفق مثل الشمس”.

بحار راقب المشهد كتب يصف الحدث قائلا: “السحابة نفسها كانت خشنة نوعا ما، ومع ذلك بدت ناعمة. شيء مثل القرنبيط”.

في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تمتلك تقنيات القنبلة الهيدروجينية المدمرة. لكن هذا الاحتكار لم يدم طويلا، فبعد أقل من عام من التفجير الحراري الأمريكي الأول، ألقى جورجي مالينكوف، رئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفيتي كلمة أمام النواب في مجلس السوفييت الأعلى في 8 أغسطس عام 1953 قال فيها: “ترى الحكومة أنه من الضروري إبلاغ المجلس الأعلى بأن الولايات المتحدة لم تعد تحتكر إنتاج القنبلة الهيدروجينية”.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، علّقت حينها على هذا التصريح متسائلة:”هل يقول مالينكوف الحقيقة؟”. الجواب جاء بعد أربعة أيام بتفجير الاتحاد السوفيتي قنبلة هيدروجينية أطلق عليها اسم “آر دي إس -6”. 

التفجير جرى في موقع “يميبالاتينسك” بكازاخستان.  كانت قوة هذه القنبلة الهيدروجينية السوفيتية الأولى أقل بكثير من الأمريكية لكنها كانت سلاحا حقيقيا يمكن إطلاقه بواسطة صاروخ باليستي أو إسقاطه من قاذفة قنابل استراتيجية.

الاتحاد السوفيتي مضى أبعد في 30 أكتوبر عام 1961 بتفجيره “قنبلة القيصر” الحرارية التي كانت قوتها تزيد عن 3000 قنبلة مثل التي أسقطها الأمريكيون على هيروشيما. هذا الانفجار هو الأقوى في التاريخ.

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment