جغرافيا المستقبل السياسية – RT Arabic


 

ساهمت سياسة المواجهة التي انتهجتها واشنطن في السنوات الأخيرة في التقارب بين روسيا والصين، وشروعهما بعمل ثنائي مضاد للاحتواء المزدوج الذي تنفذه واشنطن في العلاقة مع بلدينا. لطالما نظرت الولايات المتحدة إلى روسيا باعتبارها التهديد الأكبر، وإلى الصين باعتبارها المنافس الأهم. وقد بنى البيت الأبيض سياسته الخارجية على أساس هذه الأفكار. لكن في العام 2025 سيتغير الوضع بشكل كبير.

بدأت أنماط جديدة من التفاعل تتشكل في المثلث الروسي الصيني الأمريكي. وفي فترة قصيرة من الزمن جرت محادثات هاتفية بين الزعماء. ففي 17 يناير/كانون الثاني، أجرى دونالد ترامب محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. ويخطط الطرفان لتحقيق “تقدم أكبر في العلاقات الثنائية”؛ وفي21 يناير/كانون الثاني، أجرى فلاديمير بوتن محادثات مع شي جين بينغ عبر الفيديو، واتفق الزعيمان على “الارتقاء بالعلاقات الصينية الروسية إلى آفاق جديدة”.

ستكون المبادرات الجديدة التي سيطرحها ترامب بمثابة أجندة عالمية مهمة في بداية العام 2025، وسيتعين على العالم أجمع التكيف معها. وتشير القرارات الأولى التي اتخذها الرئيس بوضوح إلى نيته المساومة وإيجاد تسويات وإبرام صفقات كبرى.

وعلى المسارين الروسي والصيني في السياسة الخارجية الأميركية، هناك رغبة في تحقيق “الانفراج”. وعلى وجه الخصوص، تحدث ترامب مرارًا في منحى التوصل إلى حل سريع للصراع الأوكراني. ومع الصين، يخطط الرئيس الجديد للّعب بأوراق مختلفة (من تايوان إلى العقوبات الجديدة) من أجل تعزيز المصالح الأمريكية، ويسعى أيضًا إلى إجراء محادثات، وجها لوجه، مع الزعيمين الروسي والصيني في المستقبل القريب.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment