يستعد الذكاء الاصطناعي (AI) لإحداث ثورة في طريقة تشخيص الأمراض وعلاجها، خاصة الاكتئاب.
لا يوجد اختبار واحد للاكتئاب، حيث يستخدم الأطباء الأعراض المبلغ عنها ذاتيا، والاستبيانات والملاحظات السريرية لإجراء التشخيص.
لكن أعراض الاكتئاب تختلف بين شخص وآخر، حيث قد يفتقر بعض الأشخاص إلى الطاقة والاهتمام بالأنشطة، بينما قد يشعر البعض الآخر بالحزن أو الانفعال.
وبالنسبة لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب بدقة، هناك مجموعة من خيارات العلاج بما في ذلك العلاج بالكلام والأدوية وتغيير نمط الحياة. ومع ذلك، فإن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر، وليس لدينا طريقة لمعرفة أي العلاجات ستنجح وأيها لن تنجح.
ويقوم الذكاء الاصطناعي بتدريب أجهزة الكمبيوتر على التفكير مثل البشر، مع التركيز بشكل خاص على ثلاثة سلوكيات: التعلم والتفكير والتصحيح الذاتي.
وفي السنوات الأخيرة، حدثت طفرة في الأبحاث التي تطبّق الذكاء الاصطناعي على أمراض، مثل الاكتئاب.
وقارن العلماء تشخيصات ChatGPT وتوصياته الطبية بتلك التي يقدمها الأطباء في الحياة الواقعية، وحصلوا على نتائج مذهلة. وعند إعطاء معلومات عن مرضى خياليين يعانون من تباين شدة الاكتئاب والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية، أوصى ChatGPT في الغالب بالعلاج الحديث. وفي المقابل، أوصى الأطباء باستخدام مضادات الاكتئاب.
كيف يؤثر الاكتئاب على الدماغ؟
يؤثر الاكتئاب على أجزاء معينة من الدماغ. وأظهر الباحثون أن مناطق الدماغ المتأثرة بالاكتئاب متشابهة للغاية لدى الأشخاص المختلفين، لدرجة أنه يمكن التنبؤ بما إذا كان شخص ما مصابا بالاكتئاب أم لا بدقة تزيد عن 80٪ فقط من خلال النظر إلى هياكل الدماغ هذه في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وقد دعمت أبحاث أخرى تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة هذه النتيجة، ما يشير إلى أن بنية الدماغ قد تكون اتجاها مفيدا للتشخيص القائم على الذكاء الاصطناعي.
ويشير هذا إلى أن استخدام تقنيات تصوير الدماغ المتعددة للذكاء الاصطناعي للكشف عن الاكتئاب قد يكون الطريقة الأكثر جدوى للمضي قدما.
وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي المستندة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي حاليا لأغراض البحث فقط.
كما تتم دراسة الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية لقدرتها على اكتشاف الاكتئاب والتنبؤ به. وتعتبر الساعات الذكية مفيدة بشكل خاص لأنها يمكنها جمع مجموعة واسعة من البيانات بما في ذلك معدل ضربات القلب وعدد الخطوات ومعدل الأيض وبيانات النوم والتفاعل الاجتماعي.
وتحولت الدراسات إلى وسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن الاكتئاب. وباستخدام الذكاء الاصطناعي، توقع العلماء وجود الاكتئاب وشدته من خلال لغة المنشورات واشتراكات العضوية على منصات التواصل الاجتماعي.
ويظهر الذكاء الاصطناعي أملا كبيرا في تشخيص الاكتئاب وإدارته، إلا أن النتائج الأخيرة تتطلب التحقق من صحتها قبل أن يتم الاعتماد عليها كأدوات تشخيصية.
التقرير من إعداد سارة هيليويل، زميلة أبحاث في كلية العلوم الصحية، جامعة كيرتن.
المصدر: ساينس ألرت
Source link