بيزنس إنسايدر: على أوكرانيا أن تتعامل مع حزمة المساعدات الأمريكية بوصفها الأخيرة


تحت هذا العنوان كتبت الصحفية إيلا شيرمان مقالا حول العلاقة بين المساعدات العسكرية لأوكرانيا وعلاقتها بالسياسة، لا سيما في ظل الانتخابات الرئاسية المرتقبة وتغيرالمواقف السياسية.

وجاء في المقال المنشور على موقع “بيزنس إنسايدر”:

ينصح خبراء الحرب أوكرانيا باستخدام أحدث حزمة مساعدات أمريكية بقيمة نحو 61 مليار دولار بحذر، ذلك أن هناك دائما احتمال أن تخرج المساعدات الأمريكية عن مسارها مرة أخرى لأسباب سياسية.

وقالت الزميلة البارزة في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” جينيفر كافانا، في إشارة إلى المداولات التي استمرت أشهرا حول الحزمة الأخيرة لأوكرانيا، والتي تم إقرارها أخيرا في مجلس الشيوخ: “إن كل معركة حول زيادة تالية أصبحت مثيرة للجدل وطويلة بشكل متزايد، وأعتقد أن الخطة يجب أن تكون (ماذا لو لم يكن هناك المزيد من المال)”.

وخلال حلقة مناقشة حول أولويات الدفاع، يوم الأربعاء، علق خبراء مثل كيلي غريكو، إحدى كبيرات زملاء مركز “ستيمسون”، بأن “كل من يشارك في هذا الصراع يجب أن يتعامل مع حزمة المساعدات هذه كما لو كانت الأخيرة، ويخطط وفقا لذلك، لأن هذا قد يكون مؤلما”.

إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية مقبلة، وقد يكون المرشح الجمهوري فيها أقل دعما لأوكرانيا، فضلا عن الانقسام المستمر في مناقشة المساعدات الأمنية لأوكرانيا بين الأحزاب السياسية في الكونغرس، وهو ما قد يؤدي إلى تعقد تمرير أي مساعدات مستقبلية لأوكرانيا، لم يتم طرحها بعد، إلا أنه من المؤكد أنها ستطرح مع استمرار الحرب.

وتتابع كافانا: “من غير المؤكد من سيتولى منصب الرئاسة في يناير، وبالتأكيد ليست هناك شهية لبدء معركة يناير 2025 الآن”.

إقرأ المزيد

وفي ظل المساعدات الأمريكية التي تمت الموافقة عليها للتو، يرى بعض محللي الصراع أن خطوات أوكرانيا التالية لتحقيق أقصى استفادة من المساعدات الجديدة لا بد وأن تشمل بناء الدفاعات واستكشاف إمكانية التفاوض مع روسيا.

وقالت غريكو: “أعتقد أن أوكرانيا قادرة على الفوز في هذه الحرب. لا يمكنها الفوز عسكريا بأي شكل من الأشكال، لكن بإمكانها الفوز سياسيا”. وأضافت: “بإمكان أوكرانيا في الواقع تحقيق نصر سياسي من خلال عدم السماح لبوتين بتحقيق هدفه الرئيسي وهو إخضاع أوكرانيا”، مشيرة إلى أن “أوكرانيا يمكن أن تظل دولة قابلة للحياة ودولة مستقلة عن روسيا”.

وشددت كل من غريكو وكافانا على أهمية حضور أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات واستخدام الدبلوماسية مع روسيا لمنع المزيد من فقدان الأراضي.

وينتقد خبراء آخرون، إضافة إلى مسؤولين أوكرانيين، الدعوات لإجراء أية مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، ويقولون إن فلاديمير بوتين سيطالب بـ “تجريد” أوكرانيا من السلاح من أجل الاستفادة من ذلك.

وقال خبراء من معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، في تقرير صدر في شهر مارس، إنهم يواصلون “تقييم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحافظ على أهدافه القصوى في أوكرانيا، التي تعد بمثابة استسلام كامل لأوكرانيا والغرب، وأن روسيا ليس لديها أي رغبة في مفاوضات حسنة النية مع أوكرانيا”.

ويتحدى معهد دراسة الحرب فكرة أن الحرب “لا يمكن الفوز بها” بالنسبة لأوكرانيا، ويصف ذلك بـ “العملية الإعلامية الروسية”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إلا أنه “لا يمكن الوثوق بروسيا”، ويزعم أن الواقع “أثبت إخفاقات موثقة في الارتقاء إلى مستوى المفاوضات السابقة”.

وأعاد كوليبا إلى الذاكرة بيانا له على وسائل التواصل الاجتماعي نوفمبر الماضي، جاء فيه أن بوتين “كاذب معتاد”، وأن أحدا “لا يتوقع بجدية أن يتفاوض الأوكرانيون مع روسيا”.

ويتمثل التحدي هنا في أن 6 أشهر من تأخير المساعدات وضعت أوكرانيا في موقف صعب، وهو الموقف الذي قد لا يتم تصحيحه على الفور من خلال المساعدات القادمة.

وخلال حلقة النقاش، الأربعاء الماضي، اقترحت كافانا أن بدء المفاوضات سيوفر أيضا وقتا لأوكرانيا، حيث أنه من المتوقع ألا تتدفق المساعدات الأمريكية المعتمدة دفعة واحدة. وقالت: “الحقيقة أن السياسة لها دور، ما يعني أن الأمور لن تكون مثالية، وستكون هناك تأخيرات”.

المصدر: بيزنس إنسايدر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment