بوليتيكو: كوليبا يشكك بقدرة ترامب على التوصل إلى سلام في أوكرانيا ويأمل بأن يرتكب بوتين خطأ


جاء ذلك وفقا لما صرح به دميتري كوليبا في مقابلة مع “بوليتيكو”، أجراها الصحفي جيمي ديتمر في دوسلدورف، ووصفها بالمقابلة “القاتمة والمتشائمة”، والتي أصر فيها كوليبا على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “ليس في مزاج يسمح له بإبرام اتفاق”، وقال إن ترامب “يخاطر بانهيار الجبهة الأوكرانية، إذا حرمت الإدارة الأمريكية الجديدة كييف من الأسلحة”.

وشكك كوليبا كذلك في عزم شركاء أوكرانيا الغربيين، لا سيما ألمانيا، التي تنتظر انتخابات مبكرة، دعم أوكرانيا بالأسلحة، وبهذا الصدد قال الوزير الأوكراني السابق إن روسيا “تمكنت من إيجاد صديق مستعد لإرسال جنوده للموت من أجل حرب روسيا (في إشارة لكوريا الشمالية على حد زعمه)، في حين أن أصدقاء أوكرانيا لن يرسلوا لها حتى الأسلحة التي تحتاجها”.

وبشأن وعد ترامب إبرام صفقة سريعة لإنهاء الحرب قال كوليبا: “لا يزال بوتين يعتقد أنه قادر على تدمير الدولة الأوكرانية، وسحق أوكرانيا كديمقراطية مستقلة، وهو يعتقد أنه على بعد خطوة واحدة من فضح الغرب باعتباره ضعيفا”.

إقرأ المزيد

وزعم كوليبا أن أوكرانيا “تشكل هاجسا شخصيا بالنسبة لبوتين، لكن سحق أوكرانيا يشكل أيضا وسيلة لتحقيق هدفه الأعظم وهو إظهار ضعف وعجز الغرب عن الدفاع عن نفسه أو عمن يمثله”.

وأكد كوليبا أن الصفقة، التي قال جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنها من المرجح أن تنطوي على تنازل أوكرانيا عن الأراضي، لن تنجح، لأن بوتين، على حد قوله، ليس مهتما بالدبلوماسية، ويحاول “بدلا من ذلك استنزاف الغرب معتقدا أنه يستطيع الحصول على كل ما يريد”. وشكك كوليبا في أن يتمكن الرئيس الأوكراني (المنتهية ولايته) زيلينسكي أن يوقع على أي اتفاق يقبل ضم شبه جزيرة القرم أو منطقة دونباس إلى روسيا، نظرا لأن دستور البلاد يمنع ذلك، ولأن هذا سيكون “بمثابة نهاية زيلينسكي سياسيا”.

وأعرب كوليبا عن مخاوفه أن يحجب ترامب الأسلحة والذخيرة عن كييف، أو يضع أوكرانيا، في أفضل الأحوال، على حافة “المجاعة” للذخيرة والسلاح لجعلها أكثر طاعة، إذا ما فشلت مساعي السلام كما هو مرجح، على حد تعبير كوليبا، ويقول الوزير إن آفاق كييف في هذه الحالة “ستكون قاتمة”.

وحذر قائلا: “سوف ينهار خط المواجهة في دونباس، وسيكون الروس على أبواب دنيبروبتروفسك وبولتافا وزابوروجيه. وستكون هذه اللحظة هي الأكثر خطورة بالنسبة لأوكرانيا في هذه الحرب”.

وتوقع كوليبا استمرار التصعيد، لكنه يرى أن التصعيد لن يخرج عن نطاق السيطرة، مشيرا إلى أن جميع الأطراف تقيس بوضوح أفعالها وتشير إلى نواياها للحد من احتمال حدوث خطأ في التقدير قد يؤدي إلى نتيجة كارثية.

إقرأ المزيد

علاوة على ذلك، قال كوليبا إن كييف لا تتمتع بحرية استخدام الصواريخ بعيدة المدى التي قدمها لها حلفاؤها، بل هي مقيدة بدلا من ذلك باستخدامها فقط لحماية رأس جسر كورسك. في غضون ذلك، أبلغ الكرملين واشنطن مسبقا بنيته إطلاق صاروخ “أوريشنيك” الباليستي. وأضاف إنه إذا قرر ترامب حرمان أوكرانيا من الأسلحة، فإن رد فعل أوروبا سيكون حاسما.

لكن كوليبا قال إن “المجهول الكبير هو كيف سيتصرف حينها الاتحاد الأوروبي”، حيث عبّر عن شكوكه فيما إذا كانت أوروبا ستكثف جهودها وتعوض خسارة أو انخفاض الدعم الأمريكي لأوكرانيا. وقال: “إذا وجدوا طريقة لمواصلة الإمدادات وزيادتها، فإن ذلك سيكسب أوكرانيا مزيدا من الوقت، لكن المجهول الأكبر في المعادلة هو مدى استعداد أوروبا للقيام بذلك. سيكون لدى الأوروبيين خياران: إما متابعة استراتيجية الانتظار والترقب واتباع قيادة ترامب، أو قبول حقيقة أنهم يجب أن يتحملوا حصة أكبر من المسؤولية”.

وحذر كوليبا من أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع بمفرده تعويض ما سيضيع إذا اختارت الولايات المتحدة مسارا آخر. وأضاف: “إن الأمر يعتمد على القدرة الأوروبية واستعدادها لزيادة إنتاجها من الأسلحة بشكل كبير في غضون فترة زمنية قصيرة. من الأسهل التنبؤ بالتطورات في الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا، نظرا لتعقيد الوضع في أوروبا”، وعبّر عن ثقته في رغبة فرنسا وبريطانيا ودول الشمال والبلطيق في زيادة دعم أوكرانيا، لكنه حذر من ألمانيا أصبحت الآن مشكلة “بسبب الانتخابات”.

إقرأ المزيد

وأعرب كوليبا عن خيبة أمله لأن كثيرين في الغرب لم يدركوا أهمية وعواقب الحرب: “لا يمكنك الفوز في حرب تعرف فيها روسيا بوضوح هدفها الاستراتيجي بكل تفاصيله، وتعرف أوكرانيا هدفها الاستراتيجي بكل تفاصيله، لكن الغرب، الذي لا تستطيع أوكرانيا النصر بدونه، لا يعرف ما الذي يقاتل من أجله، وتلك هي المأساة الحقيقة لهذه الحرب”.

وبشكل عام، أعرب كوليبا عن تفاؤله بـ “ارتكاب بوتين لخطأ يثير غضب ترامب” أكثر من قدرة الغرب على الصمود، وقال إنه “أمر ممكن تماما”.

في الوقت نفسه، عارض كوليبا تصريح القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بأن “الحرب العالمية الثالثة قد بدأت”، وقال إنه لا يتفق مع هذا التصريح لسبب بسيط هو أن الغرب “ليس مستعدا نفسيا للقتال”.

وتابع: “إذا سألتني عن أكبر خطأ ارتكبه الغرب في العام الماضي، فسأقول إنه كان الإدانة العلنية الشرسة من جانب الزعماء الأوروبيين لمقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا. وليس لدي أدنى شك في أن ذلك أعجب بوتين للغاية. بالنسبة لي، كان الأمر صادما”.

المصدر: بوليتيكو

 

 

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment