“بوليتيكو”: فضيحة “يوم النصر” لتفجير الائتلاف الحكومي تهز ألمانيا



وقالت إن “الحزب الديمقراطي الحر” (المحافظ ماليا) في ألمانيا يترنح في أعقاب الكشف عن تخطيط أعضائه بدقة شديدة لإسقاط الائتلاف المنهار المكون من ثلاثة أحزاب والذي كانوا جزءا منه.

وأدى الكشف عن عرض تقديمي من ثماني صفحات بعنوان “سيناريوهات وتدابير يوم النصر” إلى دفع الأمين العام للحزب بيغان دغير ساراي الذي كان مسؤولا عن استراتيجية الحزب والحملة الانتخابية، إلى الاستقالة من منصبه يوم الجمعة.

وفي تصريح مدته 50 ثانية قال بيغان دغير ساراي إنه “ليس لديه علم بالوثيقة” لكنه سيتنحى عن منصبه لتحمل المسؤولية السياسية لتجنب الضرر الذي قد يلحق بمصداقيته ومصداقية “الحزب الديمقراطي الحر”.

وتظهر الوثيقة أن ساسة “الحزب الديمقراطي الحر” خططوا لاستراتيجية إعلامية مفصلة من أربع مراحل لتقويض الائتلاف المنقسم والمكون من ثلاثة أحزاب بقيادة المستشار الألماني أولاف شولتس والذي انهار في نهاية المطاف في أوائل نوفمبر عندما أقال شولتس وزير ماليته آنذاك زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر.

وتضمنت المرحلة النهائية من خطة الحزب “بدء معركة ميدانية مفتوحة” ضد شركائه في الائتلاف “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” ذي الميول اليسارية والخضر، وفقا للوثيقة.

كما حددت الوثيقة “النقطة الزمنية المثالية” لخروج الحكومة وهي الرابع من نوفمبر، وأقال شولتس ليندنر في السادس من نوفمبر.

كما تصف وثيقة “يوم النصر” أربع مراحل من الحملة التي ستبلغ ذروتها بانهيار الائتلاف، وتسمى المرحلة الرابعة “بداية المعركة الحاسمة”.

ونشر “الحزب الديمقراطي الحر” الوثيقة الداخلية على موقعه الإلكتروني يوم الخميس بعد أن حصلت عليها إحدى وسائل الإعلام الألمانية، مما أثار إحراجا داخل الحزب.

كما تسببت اللغة العسكرية في الوثيقة في “حالة من الذعر” حسب التقرير.

وكتبت ماري أغنيس ستراك زيمرمان إحدى الشخصيات البارزة في الحزب وعضو البرلمان الأوروبي على موقع “إكس” للتواصل الاجتماعي، إن “اختيار الكلمات لا يخدم القضية والكتابة بهذه اللهجة أمر غير مفهوم”، مضيفة أن “الأمر يتطلب الآن النقد الذاتي وإعادة التقييم”.

وفي الأشهر التي سبقت انهيار الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب في ألمانيا، هدد ساسة “الحزب الديمقراطي الحر” مرارا وتكرارا بسحب الائتلاف بسبب الخلافات الشديدة بشأن الإنفاق، ولكن في نهاية المطاف كان شولتس هو من ضرب أولا وأقال كريستيان ليندنر بسبب ما أسمته المستشارة “التكتيكات السياسية الحزبية التافهة”.

ومهدت هذه الخطوة الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير 2025.

ومنذ ذلك الحين، نفى ليندنر أن يكون “الحزب الديمقراطي الحر” على وشك سحب البساط من تحت أقدامه من الائتلاف وألقى باللوم على شولتس.

ووفق “بوليتيكو”، يبدو أن الوثيقة الداخلية للحزب تكشف عن مدى تدخل زعماء “الحزب الديمقراطي الحر” في انهيار الائتلاف في محاولة لإحياء حظوظهم السياسية، إذ لا تتجاوز نسبة تأييد الحزب في استطلاعات الرأي 4%، وهو أقل من الحد الأدنى اللازم للحصول على مقاعد في البرلمان.

ومن المرجح أن تؤدي هذه الاكتشافات إلى الإضرار بصورة الحزب بين الناخبين في خضم الحملة الانتخابية، ومع ظهور المزيد من التفاصيل حول مخطط الحزب، فقد تتبع ذلك المزيد من الاستقالات.

المصدر: “بوليتيكو”

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment