وصلت الانتخابات الرئاسية في روسيا لعام 2024 إلى محطتها الأخيرة بعد فرز 100% من بطاقات الاقتراع، وكشف الشعب الروسي عن اختياره فلاديمير بوتين لولاية رئاسية جديدة بإجماع 87.28% منهم.
وقد أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية اليوم الاثنين، الانتهاء من فرز جميع الأصوات في الانتخابات الرئاسية في عموم البلاد، وأشارت نتائج الفرز إلى فوز المرشح المستقل فلاديمير بوتين بنسبة 87.28%.
وبحسب بيانات اللجنة، حل في المركز الثاني مرشح “الحزب الشيوعي الروسي” نيكولاي خاريتونوف بنسبة 4.31%، ثم مرشح “حزب الناس الجدد” فلاديسلاف دافانكوف بنسبة 3.85%، وحل رابعا مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ليونيد سلوتسكي بنسبة 3.20% من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات الرئاسية.
المنافسون يهنئون بوتين
وهنأ مرشح الحزب الشيوعي الروسي نيكولاي خاريتونوف الرئيس فلاديمير بوتين بفوزه قائلا: “فلاديمير فلاديميروفيتش، أهنئك. نعي ونقدر حجم المسؤولية الكبيرة واختيار الناخبين لكم”. لافتا إلى أن حزبه حقق نتيجة جيدة في الانتخابات الرئاسية.
وقال مرشح حزب “الناس الجدد” فلاديسلاف دافانكوف: “النتائج الأولية للانتخابات قطعية ولم تكن موضع شك أبدا.. رأيت دعم الأقاليم لبوتين.. الزعيم بلا منازع هو فلاديمير بوتين. من المهم بالنسبة لنا أننا أوصلنا برنامج حزبنا للشعب”.
ومن جهته قال مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ليونيد سلوتسكي، إن الانتخابات الرئاسية الروسية مهمة ليس فقط بالنسبة لروسيا، ولكن أيضا على المستوى العالمي.
نسبة مشاركة قياسية
وأعلنت رئيسة لجنة الانتخابات الروسية إيلاّ بامفيلوفا أن التصويت في الانتخابات الرئاسية في روسيا سجل أعلى نسبة في تاريخ البلاد بلغت 77.44%، بتصويت أكثر من 87.1 مليون مواطن.
وأضافت بامفيلوفا في تصريح صحافي: “حتى الساعة 10 من صباح اليوم صوت 87.113.127 من المواطنين في الانتخابات الرئاسية. ويعد مستوى الإقبال هذا قياسيا وغير مسبوق، ولم يحدث من قبل حيث بلغت نسبة التصويت 77.44%”.
ولفتت إلى أن جميع مراكز الاقتراع أنجزت تقريبا مجمل عمليات فرز الأصوات بنسبة 99.74%، وأكدت بامفيلوفا أن لجنة الانتخابات المركزية ستعلن نتائج الانتخابات بشكل رسمي يوم الخميس الموافق 21 مارس الجاري.
وأشارت رئيسة لجنة الانتخابات إلى أن أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت هو ضغط الغرب وسياسته المناهضة لروسيا، حيث يرفض الشعب الروسي مثل هذه الضغوط والإملاءات الخارجية وأظهرت الانتخابات وحدة الشعب الروسي.
قادة العالم يهنئون بوتين
أبرق العديد من زعماء الدول الصديقة لروسيا ودول الجوار بالتهنئة للرئيس فلاديمير بوتين بعد إشارة نتائج فرز الأصوات إلى فوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية.
فأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ تهانيه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية، مشيرا إلى أن إعادة انتخاب بوتين تعكس بالكامل حقيقة دعم الشعب الروسي لنهجه.
وكان أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح أول المهنئين من الزعماء العرب للرئيس الروسي بفوزه بالانتخابات الرئاسية في البلاد. وأعرب عن تمنياته له بكل التوفيق والسداد والصحة والعافية، وللعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين المزيد من التطور والنماء.
وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس فلاديمير بوتين بإعادة انتخابه رئيسا لروسيا، متمنيا له التوفيق والنجاح في مسؤولياته ومهامه وللعلاقات المميزة التي تربط سورية وروسيا والتعاون الثنائي الفعّال الذي يجمعهما مزيدا من الازدهار.
كما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس فلاديمير بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية، متمنيا استمرار نجاحه في أداء المهام السامية الموكلة إليه، وتحقيق ما يصبو إليه والشعب الروسي من أهداف وتطلعات. وأكد اعتزازه بعلاقات الصداقة والتضامن التي تجمع البلدين والشعبين، وتقديره الكبير لدعم روسيا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأرسل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة برقية تهنئة أعرب من خلالها عن خالص تهانيه، متمنيا للرئيس فلاديمير بوتين كل التوفيق والسداد في أداء مهام عمله الرئاسي، لتحقيق تطلعات الشعب الروسي في مزيد من التقدم والتطور والازدهار.
كما هنأ سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة انتخابه رئيسا لروسيا، داعيا بأصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح له في قيادة الشعب الروسي لمزيد من التقدم والرقي.
وبدوره هنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الرئيس الروسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية في روسيا. كما هنأ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الرئيس بوتين بإعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة وأعرب عن أمله بمواصلة التعاون بين البلدين.
وبعث تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، برقية تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية لولاية جديدة، متمنيا له التوفيق وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء.
كما تقدم بالتهنئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كل من رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمون، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وزعيم بوليفيا لويس آرسي، ورئيس وزراء ميانمار مين أونغ هلاينغ، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، ورئيسة إقليم غاغاوزيا المولدوفي يفغينيا غوتسول، ورئيسة هندوراس زيومارا كاسترو، و رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
نتائج الانتخابات تثير ضغينة الغرب
وسارع الزعماء والمسؤولون الغربيون إلى الإدلاء بتصريحات وإبداء ردود فعل قبل وبعد الإعلان عن النتائج الأولية الانتخابات الروسية، فهاجم البيت الأبيض العملية الانتخابية في روسيا زاعما أن “الانتخابات الرئاسية في روسيا ليست حرة ولا نزيهة لأن الرئيس فلاديمير بوتين زج بمعارضيه في السجن ومنع آخرين من الترشح في مواجهته”.
ومن جهته قال رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يريد أن يحكم إلى الأبد” واصفا الانتخابات الرئاسية الروسية بأنها “افتراضية وتفتقر إلى الشرعية”.
وقالت الخارجية البولندية في بيان إن “الانتخابات الرئاسية في روسيا غير قانونية وغير حرة وغير نزيهة”، مشيرة إلى أنها جرت “في مناخ من القمع الشديد” على حد وصفها وفي “المناطق المحتلة من أوكرانيا، مما يشكل انتهاكا للقانون الدولي”.
ويرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إعادة انتخاب بوتين رئيسا لروسيا جرت في انتخابات استندت إلى “القمع والترهيب”، ولم تكن “حرة أو نزيهة”.
كما اتهم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتصرف مثل “ستالين العصر الحديث”، وزعم الوزير البريطاني أن “الانتخابات الروسية ليست حرة ولا نزيهة”.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “الظروف لانتخابات حرة، تعددية، وديمقراطية كانت غائبة مرة جديدة في روسيا التي يحكمها بوتين منذ نحو ربع قرن. ونحيي شجاعة العديد من المواطنين الروس الذين عبروا سلميا عن معارضتهم لهذا المس بحقوقهم السياسية الأساسية”.
ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الانتخابات “لم تكن لا حرة ولا نزيهة”، وقال “نواصل العمل من أجل سلام عادل سيدفع روسيا لوضع حد للعدوان على أوكرانيا، بما يتوافق مع القانون الدولي”.
كما وصف وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي الانتخابات بأنها “مسرحية هزلية”، قائلا: “كانت تلك الانتخابات الرئاسية الروسية التي كشفت كيفية قمع هذا النظام للمجتمع المدني والإعلام المستقل والمعارضة”.
وأكدت كريستيان هوفمان نائبة الناطق باسم الحكومة الألمانية استعداد برلين للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها لن تهنئه بفوزه بالانتخابات الرئاسية، مضيفة أن “ألمانيا لا تعتبر الانتخابات الرئاسية الروسية شرعية ولن تهنئ بوتين بفوزه”.
ورغم كل هذه التصريحات الغربية، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الاثنين، بأن الحديث عن “عدم شرعية” الانتخابات الرئاسية الروسية يعني وصف أكثر من 87 بالمئة من الأصوات الروسية بأنها “غير شرعية”، وهذا أمر سخيف على حد وصفه.
كما أشارت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية إيلّا بامفيلوفا إلى أن مستوى العدوانية الخارجية ضد الانتخابات غير مسبوق، مشددة على أننا “لم نمر بمثل هذا من قبل. هناك دائما تأثير خارجي في جميع الانتخابات، ولقد اعتدنا عليه، إنها مسألة دائمة الحدوث. لكن درجة التأثير الخارجي على الانتخابات هذه المرة، من حيث الرغبة في تعطيلها، أو حتى بتشويه سمعتها، كانت غير مسبوقة”.
بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات بشكل رسمي يوم الخميس 21 مارس، سيبدأ الرئيس فلاديمير بوتين البالغ من العمر 71 عاما، فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات وفقا لدستور روسيا الاتحادية.
المصدر: RT
Source link