انطباع كاذب – RT Arabic


RT

يجري الحديث عن فتور العلاقات بين تركيا وبريطانيا على خلفية صراع الشرق الأوسط. حول ذلك، كتب مدير “مركز دراسة تركيا الحديثة”، يوري مواشيف، في “إزفيستيا”:

 

أصبح الانقسام الحضاري بين الغرب والشرق أكثر وضوحًا هذه الأيام. يتعلق الأمر حتى باللاعبين الأوراسيين الذين أقاموا تقليديا علاقات وثيقة مع العالم الأنغلوسكسوني. وهكذا، فقد انتقد عميد الدبلوماسية البريطانية، ديفيد كاميرون، قبل أيام، إدانة الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، لـ “الاستخدام غير المتناسب للقوة” في اليمن من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا.

إن موقف تركيا المتوازن بشأن الأزمة في مضيق باب المندب لا يتعارض مع الخط الأمريكي فحسب. ولربما للمرة الأولى خلال العشرين عامًا الماضية، عارض الأتراك إرادة البريطانيين علنًا.

ردة فعل أردوغان على تصرفات لندن تبدو ملفتة، على خلفية أن تركيا، منذ العام 2016، تتعاون مع المملكة المتحدة بشكل وثيق. بل، في الواقع، خلال هذا الوقت، تمكنت لندن من إزاحة النفوذ الأمريكي. وهي إن لم تكن قد انتزعت زمام المبادرة هنا من واشنطن بالكامل، فعلى الأقل بشكل ملحوظ لجميع المراقبين.

ويكمن سر هذا التعاون المميز بين تركيا وبريطانيا في مجموعة من الاتفاقيات غير المعلنة. وهي بلا شك تتعلق بالوضع في آسيا وإفريقيا. يبدو أن الأتراك انتهجوا منذ سنوات عديدة سياسةً دولية تأخذ في الاعتبار المصالح البريطانية وتحترمها.

ومع ذلك، فإن اختلاف التوجهات بين البلدين بشأن موضوع الحوثيين وتصرفات التحالف كشف عن ظرف مهم، بل وحاسم، وهو أن تركيا، على الرغم من الاتفاقيات العامة والخاصة مع أي دولة غربية، ستظل دائما غريبة عنها، شرقية وآسيوية. وبريطانيا العظمى، باعتبارها واحدة من قادة الغرب والعالم الأنغلوسكسوني، لن تكون استثناءً في هذا الصدد.

وبالتالي، لم يكن هناك، ولن يكون، أي تعاون بريطاني-تركي بمعزل عن واشنطن. لكن محاولات لندن المستمرة لاستخدام إمكانات أنقرة وسلطتها في العالم الإسلامي وفي الشرق ككل مضمونة. ويبدو أن السلطات التركية أصبحت أكثر وعياً بذلك على خلفية الأحداث في اليمن.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment