الفلسطينيون يدقون قلب أوروبا غير الموجود


RT

الفلسطينيون يدقون قلب أوروبا غير الموجود

تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول غليان أوروبا بسبب ما يعرضه الإعلام الفلسطيني من فظائع إسرائيل.

 

وجاء في المقال: سوف تدخل العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في جميع الكتب المدرسية. إن لم يكن كفنّ عسكري، فمن المؤكد كفن إعلامي.

لا تستطيع حماس أن تفعل شيئا لمواجهة إسرائيل في ساحة المعركة. لا أمل في حصولها على مساعدة من أصدقائها ورعاتها. لقد قررت الدول العربية (استناداً إلى القمة الأخيرة) أن تكتفي بخطاب الغضب من إسرائيل.

ولذلك فإن فرصة حماس الوحيدة للبقاء هي ممارسة ضغط شعبي على حكومة نتنياهو لوقف الحرب. والضغط ليس من المجتمع الإسرائيلي، فهو تحديدا غير مستعد لوقف الحرب. حماس تراهن على الرأي العام الغربي.

ولكن، ما مدى فاعلية مخطط حرب المعلومات هذا؟ نعم، الأوروبيون والأمريكيون ينظرون إلى معاناة الناس في غزة؛ بلى، ويكتبون بعض المشاركات على الشبكات الاجتماعية؛ ويطالبون بالهدنة ووقف إطلاق النار. لكن كل هذه المطالب لا تتحول، بحال من الأحوال، إلى ضغوط سياسية جدية (ناهيكم بفرض عقوبات) من جانب حكومات أوروبا والولايات المتحدة على إسرائيل.

لكن هذا لا يعني أن السياسة الإعلامية الفلسطينية لن يكون لها أي تأثير، بل سيكون لها تأثير، وإن بطريقة مختلفة قليلاً.

الحقيقة هي أن الصور الدموية للمعاناة في غزة أثارت غضب المسلمين الأوروبيين بشكل كبير. والآن، يخرج عشرات الآلاف من المسلمين إلى شوارع أوروبا مطالبين بوضع حد لمعاناة غزة.

ومع استمرار المعاناة وتجاهل النخب الأوروبية لدعواتهم، فإن الموقف الإسلامي سوف يصبح متطرفا. وهذا بدوره سوف يستلزم مزيدا من تهميش المسلمين الأوروبيين و(ربما) الاعتراف الذي طال انتظاره من جانب النخب الأوروبية بضرورة القيام بشيء ما مع هؤلاء المسلمين. فإما أن يكون من الطبيعي دمجهم في المجتمع، عن طريق تشغيل بوتقة الانصهار (ولكن كيف؟)، أو طردهم من أوروبا (ولكن إلى أين؟)، أو مشاهدة كيف سيرد الأوروبيون اليمينيون الأقل تطرفاً على تطرف المسلمين. سوف تتعزز قوتهم وتطرح حلولها، ولكنها لن تكون إعلامية بقدر ما ستكون عسكرية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment