يناقشون الآن في تل أبيب بشكل علني إمكانية اندلاع صراع مسلح مباشر مع تركيا، والذي يمكن أن ينشأ بسبب نشاط “وكلاء” تركيا في سوريا. وعلى الصعيد العملي، بدأت إسرائيل بتوسيع تعاونها مع ما يسمى بالقوى البديلة في سوريا. وقد أفادت تقارير بأن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أجرى محادثات هاتفية مع ممثلي قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تسيطر على شمال شرقي البلاد.
تركيا وإسرائيل، وهما حليفتان للولايات المتحدة، تتواجهان على رأس الجسر السوري، وسيتعين على ترامب أن يقرر مع من بالضبط ينوي “اللعب في سوريا”.
ومن غير الواضح أيضًا كيف ستتصرف إيران، التي تنوي البقاء قوة إقليمية، في مثل هذه الظروف. إلى أي جانب ستقف في حال حدوث تعقيدات بين تركيا وإسرائيل؟
وإذا زاد نفوذ تركيا في سورية في ظل وجود تحالف عسكري سياسي مستقر بين تركيا وأذربيجان، فقد تُفاقِم طهران مشاكلها في علاقاتها مع الأقلية العرقية لديها- الأذربيجانيين الناطقين بالتركية. ومن الممكن أن تتدخل تركيا في حال وقوع “ثورة إيرانية”، كما حدث، على سبيل المثال، مع التركمان السوريين. ولذلك، فإن الوضع في سوريا وما حولها يتوازن على حبل مشدود، يجعل سيناريو الحرب التركية الإسرائيلية، وكذلك الصراع الإيراني التركي، أحد الاحتمالات المستقبلية. وفي هذا الصدد، من المرجح أن تنجرف إيران في حال اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل، أكثر نحو الدول العربية، التي من المرجح أكثر أن تتخذ موقفًا محايدًا. وفي الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد الاتصالات على طول الخط بين المملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب