الاعتراف بالذكر والأنثى فقط كنوعين بيولوجيين – ماذا وراء وثيقة ترامب؟


في الحقيقة ينبغي أن لا يكون هناك حاجة إلى تعريف الرجل والمرأة لأن واقع البيولوجيا واضح. لكن السنوات الأربع الماضية كانت عالمًا خياليًا حيث اعتقد الناس أنهم قادرون بالفعل على تغيير جنسهم عند الولادة، وكُلّف بقيتنا بالتظاهر بأن هذا كان كذلك.

إن الأمر التنفيذي، الذي حمل عنوانًا رسميًا “الدفاع عن النساء من التطرف في أيديولوجية النوع الاجتماعي واستعادة الحقيقة البيولوجية للحكومة الفيدرالية”، يلغي هراء النوع الاجتماعي الذي اجتاح بلادنا، وهذا يلخص الأمر على أفضل وجه: “إن القضاء على الواقع البيولوجي للنوع الاجتماعي يسيء إلى النساء من خلال حرمانهن من كرامتهن وسلامتهن”.

إن الرجال والنساء على حد سواء يتأذون من الانزلاق إلى الخلل الوظيفي الناجم عن التظاهر بإمكانية تغيير الجنس البيولوجي، لكن النساء هن الأكثر تضرراً. حيث أن الأمر يتجاوز المربع الذي يجب وضع علامة عليه في نموذج فيدرالي.

ويؤكد أحد بنود الأمر التنفيذي، حول “الخصوصية في الأماكن الحميمة”، أنه ينبغي أن لا يتم وضع الذكور في سجون النساء. ففي ينايرالماضي، قام رجل محتجز في سجن روز إم سينجر للنساء في جزيرة رايكرز في نيويورك باغتصاب سجينة. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في رايكرز؛ فقد وقع هجوم مماثل هناك في عام 2022، وكانت هناك حوادث مماثلة عديدة في جميع أنحاء البلاد.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز، هذا الأسبوع،  إحصائية مذهلة في مقال عن أمر ترامب التنفيذي: “15% من النساء في السجون متحولات جنسياً”. وبعبارة أخرى، 15% من السجينات في سجون النساء من الذكور البيولوجيين، وهذا جنون. كم منهن يعتقدن حقًا أنهن متحولات جنسياً؟ أو كم منهن مجرد رجال يفضلون السكن مع النساء؟

والأمر لا يقتصر على السجون. فقد تم فتح جميع المساحات المخصصة للنساء للرجال الذين يطلقون على أنفسهم نساء. اشتكت 9 نساء في ملجأ للمشردين في كاليفورنيا من التحرش الجنسي من قبل فرد متحول جنسياً سُمح له بالعيش في الملجأ معهن. وفي قصة شهيرة من مقاطعة لودون بولاية فرجينيا، تعرضت فتاة للاغتصاب في المدرسة من قبل صبي يرتدي ثوبًا سُمح له باستخدام حمام الفتيات. لكن الأمر التنفيذي يحظر اليوم كل الممارسات المذكورة في أي منشأة تتلقى تمويلًا فيدراليًا.

ويناقش الأمر أيضًا العنوان التاسع من قانون التعديلات التعليمية، الذي أعطى الرياضيات فرصًا متساوية لممارسة الرياضة في المؤسسات التعليمية التي تتلقى أموال الضرائب الفيدرالية. ولكن وسط جنون النوع الاجتماعي في السنوات القليلة الماضية، يشارك الأولاد البيولوجيون في الرياضات التي تمارسها الفتيات، ويسببون لهن أذى جسديًا كارثيًا.

كانت بايتون ماكناب من ولاية كارولينا الشمالية لاعبة كرة طائرة في المدرسة الثانوية عندما ضربها لاعب متحول جنسيًا في فريق منافس بالكرة على رأسها – بقوة شديدة لدرجة أنها أصيبت بإصابة دماغية مؤلمة.

إن حقيقة أن الأولاد والبنات مختلفون بيولوجيًا هي السبب وراء وجود الرياضات النسائية في المقام الأول. وإصابة ماكناب تعتبر واحدة من العديد من الإصابات الخطيرة التي حدثت عندما أُجبرت البلاد على التظاهر بأن الأمر ليس كذلك.

وقد نشرت مراكز السيطرة على الأمراض، والوقاية منها، إرشادات للنساء المتحولات جنسياً اللاتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية. وببساطة، هذه مجموعة من التعليمات للرجال البيولوجيين الذين يريدون إنتاج شيء يشبه حليب الثدي لإطعام الطفل، فهل هذا طبيعي؟

لقد تعرّض الأمر التنفيذي للكثير من النقد، حيث أعلن موقع MSNBC على الإنترنت أن “النائبة سارة ماكبرايد”، أول عضو متحول جنسيًا في الكونغرس، قالت: “إن الأمر التنفيذي لترامب لا يمكن أن يمحو مجتمع المثليين جنسياً ومزدوجي الميل الجنسي وذوي الهوية الجنسية المتغيرة”.

وقد يكون هذا صحيحاً، فالأمر التنفيذي لا “يمحو” أي شخص بأي حال من الأحوال، ولكنه يعيد الأمور إلى الوضع الطبيعي المألوف، فهناك رجال وهناك نساء ولايوجد خيار ثالث، وليس لكم خيار سوى التعامل مع الأمر.

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment