الأزمة في الشرق الأوسط تخدم أوروبا


RT

الأزمة في الشرق الأوسط تخدم أوروبا

كتب تيموفي بورداتشوف، في “فزغلياد”، حول الفرص التي يوفرها لأوروبا انشغال واشنطن بحرب إسرائيل ضد الفلسطينيين.

 

وجاء في المقال: في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تأتي أزمة الشرق الأوسط في وقتها المناسب بالنسبة لأوروبا. فمع انجراف الأمريكيين إلى القتال دفاعاً عن أتباعهم الإسرائيليين، بدأت الضغوط التي يمارسونها على الاتحاد الأوروبي لحمله على مساعدة نظام كييف تضعف. علاوة على ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة نفسها لم تعد قادرة على النهوض بعبء الصراع على جبهتين. والتأخير في تمويل كييف من الولايات المتحدة يخلق فرصة ممتازة لسلطات الاتحاد الأوروبي لبدء مساومة سادتهم الأميركيين. والآن، نسمع بالفعل أن بعض الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي تتحدث، دون الثقة المعتادة، عن “حِزم” جديدة من المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا.

ومن ناحية أخرى، فإن إراقة الدماء في الشرق الأوسط من غير الممكن أن تؤدي حتى إلى صعوبات داخلية خطيرة بالنسبة لزعماء أوروبا. ومع أن هناك كثير من المسلمين في أوروبا، لكن حتى مع هذه الأعداد الكبيرة، سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن المسلمين يمثلون مشكلة كبيرة من وجهة نظر النخب الأوروبية. بالنسبة للمقيمين الساخطين في ضواحي المدن الكبرى، فإن الحكومات في برلين أو باريس أو روما لديها دائمًا العدد المناسب من الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي.

الشيء الوحيد الذي يقلق الأوروبيين حالياً في تاريخ الشرق الأوسط بأكمله هو التغيرات في أسعار موارد الطاقة الطبيعية. وبهذا المعنى، فإن العواصم الرئيسية للاتحاد الأوروبي لا ترغب في أن يتسع الصراع ليشمل إيران. ونتيجة للهجمات التي تشنها إسرائيل أو الولايات المتحدة، ستنخفض قدرة إيران على إمداد الصين بالنفط. وهذا يعني أن الصينيين سوف يشترون موارد الطاقة من بلدان أخرى، على حساب حصة الأوروبيين، ويساهمون في ارتفاع الأسعار عالميًا. ومع ذلك، حتى هنا، لا يمكنهم في أوروبا التأثير في الوضع. فيفضلون تعزية أنفسهم بسعة مخازن الغاز الكبيرة ودفء الشتاء.

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment