ووفقا للخدمة الصحفية للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) يشير اكتشاف هذه الجسيمات إلى وجود عدة مصادر للأشعة الكونية في المنطقة المجاورة مباشرة للأرض.
وتقول كاترين ايغبرتس الباحثة في جامعة بوتسدام: “يسمح لنا هذا الاكتشاف المهم جدا بأن نقول إن الجسيمات التي اكتشفناها أطلقت بواسطة عدد صغير من المواقع القريبة منا التي لا تبعد أكثر من ألف سنة ضوئية عن النظام الشمسي، وهذا أمر بالغ الأهمية لأن المسافة صغيرة مقارنة بحجم مجرة درب التبانة”.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة البيانات التي سجلت باستخدام مرصد أشعة غاما الأرضي HESS، الذي مهمته مراقبة أسطع انفجارات أشعة غاما الكونية، التي تولدها بقايا المستعرات الأعظم (Supernova)، والثقوب السوداء الهائلة، ومصادر مختلفة للأشعة الكونية، التي يحاول العلماء كشف طبيعتها منذ عقود عديدة.
ووفقا لعلماء الفلك تثير الأشعة الكونية التي تتكون من إلكترونات وبوزيترونات التي تقترب سرعتها من سرعة الضوء الاهتمام، حيث على عكس الأنواع الأخرى من الجسيمات التي تنطلق إلى مسافات بين المجرات، تفقد أشعة الإلكترون والبوزيترون الطاقة بسرعة نتيجة تفاعلها مع الفوتونات، ما يسمح باستخدام هذه الجسيمات لتحديد المسافة إلى مصادر الأشعة الكونية، وكذلك لدراسة آليات تكوينها.
واستنادا إلى هذه الفكرة، وباستخدام نظام HESS لمراقبة ومضات الضوء والموجات الكهرومغناطيسية، التي تولد إلكترونات وبوزيترونات كونية تخترق الغلاف الجوي للأرض على مدى 12 عاما (خلال 2.7 ألف ساعاة) من القياسات، تمكن العلماء من “التقاط” ما يقرب من 20 شعاعا كونيا مشابها لها طاقة عالية قياسية، تتراوح من 0.3 تيرا إلكترون فولت إلى 40 تيرا إلكترون فولت.
ويشير العلماء، إلى أن عدد الجسيمات، التي تتجاوز طاقتها واحد تيرا إلكترون فولت، منخفض جدا مقارنة بعدد الأشعة الكونية الأقل قوة من الإلكترون والبوزيترون. وهذا يلقي ظلالا من الشك على الفرضية الشائعة القائلة بأن مصدرها هو اضمحلال جسيمات المادة المظلمة، ويشير إلى أن مصادرها هي مجموعة من عدة أجسام مدمجة تقع في مناطق درب التبانة القريبة نسبيا من الأرض.
المصدر: تاس
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link