ويشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن المبنى الواقع في سماهيج، إحدى قرى جزيرة المحرق التابعة للبحرين، كان مأهولا بين منتصف القرن الرابع ومنتصف القرن الثامن عندما تم التخلي عنه بعد تحول السكان إلى الإسلام.
Archaeologists led by Professor Timothy Insoll from @ExeterIAIS have uncovered one of the earliest Christian buildings in the Arabian Gulf – the first physical evidence of a long-lost communityhttps://t.co/6hywbFYGgz
— University of Exeter News (@UniofExeterNews) July 12, 2024
ووجد الفريق العلمي أن الموقع المكتشف كان جزءا من الكنيسة النسطورية، وهي طائفة مسيحية في آسيا، وهو أول دليل على أن الكنيسة النسطورية كانت موجودة في البحرين الحديثة.
وكشفت الحفريات التي أجراها علماء الآثار البريطانيون والبحرينيون، تحت تلة في مقبرة القرية، عن مبنى كبير يضم ثماني غرف، شملت مطبخا وغرفة طعام وغرفة عمل محتملة وثلاث غرف معيشة. وقد نجا حيث تم بناء مسجد لاحق فوقه.
ويعتقد الفريق أن المبنى كان يستخدم في السابق كقصر لأسقف محلي، في سماهيج (وتسمى مشماهيج أو مسماهيج في المصادر التاريخية) قبل أن تتحول المنطقة بشكل كامل إلى الإسلام بعد نحو 300 عام.
وفي السابق، تم العثور على عدد قليل من المباني المسيحية – الكنائس والأديرة والمساكن – المنتشرة حول الخليج في مواقع نائية صغيرة في إيران والكويت والإمارات العربية المتحدة وشرق المملكة العربية السعودية، إلا أن سماهيج مختلفة لأنها تقع في قلب مستوطنة حديثة.
وتم تشييد المبنى بشكل جيد للغاية بجدران حجرية ومغطاة بالجبس من الداخل وأرضيات من الجبس.
وتشير المقابس والثقوب إلى الأماكن التي تم فيها تثبيت الأبواب والمقاعد داخليا، ويحتوي المطبخ على عدة مواقد مصنوعة من قواعد أو قمم أمفورات مثل جرار التخزين.
وكان السكان يتمتعون بمستوى معيشي جيد، ويأكلون لحم الخنزير الذي انتهى بعد اعتناق الإسلام، والأسماك والمحاريات والمحاصيل المختلفة.
ويشير اكتشاف حبات العقيق شبه الكريمة والعديد من قطع الفخار المكسورة ذات الأصل الهندي إلى أنهم كانوا مشاركين في التجارة، خاصة مع الهند.
كما استخدم المجتمع أيضا الأواني الزجاجية، بما في ذلك كؤوس النبيذ الصغيرة. وتشير العشرات من العملات النحاسية التي استعادها علماء الآثار إلى أنهم استخدموا العملات المعدنية المسكوكة في الإمبراطورية الساسانية.
وتم العثور على جدلات مغزلية وإبر نحاسية في المبنى، لذلك ربما تم إنتاج المنسوجات هناك لاستخدامها في العبادة.
وتظهر الهوية المسيحية للسكان من خلال ثلاثة صلبان من الجص عثر عليها، اثنان منها ربما كانا يزينان المبنى، وواحد ربما كان يتم حمله أو الاحتفاظ به كتذكار شخصي. ومن خلال الرموز المنقوشة على الجدران، على الجص، والتي تتضمن جزءا مما يبدو أنه “كاي رو” (Chi-Rho) وسمكة، وكلاهما من الرموز المسيحية المبكرة.
وتم التنقيب عن المبنى بين عامي 2019 و2023 ضمن مشروع مشترك بقيادة البروفيسور تيموثي إنسول من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر والدكتور سلمان المحاري من هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وقال البروفيسور إنسول: “هذا هو أول دليل مادي يتم العثور عليه للكنيسة النسطورية في البحرين ويعطي فكرة رائعة عن كيفية عيش الناس وعملهم وعبادتهم”.
ويجري الآن تحويل الموقع إلى متحف للحفاظ على هذه القطعة التاريخية المهمة. ومن المتوقع إعادة فتح المعلم التاريخي أمام الجمهور في عام 2025.
المصدر: تلغراف
Source link