إيران وأرمينيا في سياق التاريخ والحاضر


RT

إيران وأرمينيا في سياق التاريخ والحاضر

مصلحة أرمينيا الحقيقية في التعاون والتنسيق مع إيران بالدرجة الأولى ومع روسيا، لكن زعيمها يراهن على خصوم طهران وموسكو. حول ذلك، كتب إيغور خوداكوف، في “فوينيه أوبزرينيه”:

 

أثارت مساعي (رئيس وزراء أرمينيا نيكول) باشينيان الأخيرة المناهضة لروسيا مناقشات في وسائل الإعلام الروسية بشأن مستقبل وجودنا العسكري السياسي في منطقة القوقاز.

ما علينا سوى إلقاء نظرة على الضيوف الذين يغازلون باشينيان متعدد التوجهات، من الشانزليزيه وكابيتول هيل، لنلاحظ  بوضوح كيف تشكل تهديداً ليس فقط لمصالح روسيا، بل ولإيران أيضاً.

وفي المقابل، فإن إيران مستعدة لتزويد أرمينيا بظروف مواتية لاستخدام الموانئ الإيرانية، وإتاحة وصولها الاقتصادي إلى الهند وممالك الخليج. في الواقع، تعمل يريفان الآن بنشاط على إنشاء طريق متعدد الوسائط وعالي السرعة لنقل البضائع، يربط بين إيران والهند.

لكن تنفيذ مثل هذه المشاريع يتطلب الاستقرار في المنطقة، وهو ما لا يرغب باشينيان في تعزيزه، كما يتضح من خطواته على الساحة الدولية، والتي تضر ليس فقط بمصالح روسيا في منطقة القوقاز، إنما وبمصالح إيران.

وعليه، فإن إيماءات باشينيان متعددة الاتجاهات تجاه واشنطن وبروكسل لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مواجهة مع طهران، التي أرى أنها لن تتردد في التدخل عسكريًا، في حال انهيار الدولة الأرمينية بسبب خطأ رئيسها، من أجل السيطرة على ممر زانجيزور الذي يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة لإيران.

ومع ذلك، فلا يزال لدى باشينيان الوقت الكافي للعودة إلى رشده والتعاون البنّاء الحقيقي مع الضامنين الوحيدين لسلامة بلاده الصغيرة والضعيفة – إيران وروسيا. لا بدائل عنهما.

الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا العظمى، بعيدة جدا، بينما روسيا وإيران متاخمتان، وكذلك تركيا، خصمهما الجيوسياسي في منطقة ما وراء القوقاز، والسؤال الكبير هو: هل هناك مكان لأرمينيا مستقلة في طموحات أنقرة الامبراطورية؟

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment