أفاد موقع “أكسيوس” بأن الإغلاق الجزئي للمعابر الحدودية الرئيسية بين الولايات المتحدة والمكسيك قد يكلف مليارات الدولارات في التجارة ويسبب الفوضى والتداعيات السياسية.
وقد أدى التدفق الهائل للمهاجرين على الحدود الجنوبية إلى دفع الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إلى تحويل الموارد من المعابر المزدحمة في ولايتي أريزونا وتكساس.
ويقول الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة هذه القضية، فيما يؤكد الرئيس السابق دونالد ترامب أنه “سيغلق الحدود” كأحد أفعاله الأولى إذا عاد إلى منصبه.
وحسب “أكسيوس”، هناك أدلة على أنه حتى الإغلاق الجزئي يمكن أن يكون له عواقب مدمرة.
وتمت الإشارة إلى أنه بعد تعليق عمليات السكك الحديدية في مدينتي “إيغل باس” و”إل باسو” بولاية تكساس مؤقتا هذا الشهر لإرسال ضباط للتعامل مع المهاجرين، أبلغت الشركات عن انخفاض في حركة المرور وإلحاق أضرار بالاقتصادات المحلية، إذ تبلغ قيمة التجارة بين مدينتي “إيغل باس” و”إل باسو” 33.95 مليار دولار سنويا، وهو ما يقل قليلا عن 36% من إجمالي حركة السكك الحديدية عبر الحدود من وإلى المكسيك، وفقا لجمعية تكساس للأعمال.
من جهته، قال رئيس جمعية تكساس للأعمال ومديرها التنفيذي غلين هامر في بيان: “هذا قرار قصير النظر وغير مكتمل ولن يؤثر على الهجرة غير الشرعية ولكنه سيسبب ضررا اقتصاديًا للأمريكيين العاديين”، في أنه ليس من الواضح متى سيتم فتح العمليات في “إيغل باس” و”إل باسو” مرة أخرى.
هذا وأدى إغلاق ميناء دخول لوكفيل في أريزونا، وهو المعبر الرئيسي للأشخاص الذين يسافرون إلى الوجهة السياحية الشهيرة في بويرتو بيناسكو، سونورا، إلى خلق عاصفة سياسية لإدارة بايدن في ولاية أريزونا.
واضطرت محطات الوقود والمطاعم المحلية على جانبي الحدود إلى خفض ساعات العمل، في حين تفكر بعض الشركات في الإغلاق مؤقتا من أجل البقاء، وفقا لصحيفة “جمهورية أريزونا”.
وتم إغلاق المعبر الحدودي منذ 4 ديسمبر، ولا يوجد تاريخ لإعادة فتحه في الأفق.
هذا وانتقدت حاكمة ولاية أريزونا كاتي هوبز، وهي ديمقراطية، بشدة إدارة بايدن بشأن المحنة، قائلة إنها كانت “قرارا سيئا”.
ونقل “أكسيوس” عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إن السلطات “اتخذت هذا الإجراء المؤقت من أجل وقف حركة كبيرة للمهاجرين القادمين بالسكك الحديدية ولحماية صحة وسلامة موظفيها”.
وأضاف: “نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المكسيكية في محاولة لحل هذه المشكلة، وكذلك زيادة عدد الموظفين في المنطقة..نحن نتواصل بانتظام مع قادة الصناعة للتأكد من أننا نقوم بتقييم وتخفيف آثار عمليات الإغلاق المؤقتة هذه”.
ويوم الخميس، أصدر البيت الأبيض بيان بشأن مكالمة بايدن مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، حيث اتفق الجانبان على أن هناك حاجة إلى مزيد من “إجراءات الإنفاذ” حتى يمكن إعادة فتح موانئ الدخول الرئيسية.
وتتجاوز هيئة الجمارك وحماية الحدود 10000 لقاء مع المهاجرين على طول الحدود الجنوبية يوميا، وتشهد أعدادا قياسية من المعابر غير القانونية هذا الشهر، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
هذا وتدفع الصراعات الجيوسياسية وتغير المناخ وشبكات التهريب المتطورة المزيد من الأشخاص من أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى القيام برحلات خطيرة إلى الولايات المتحدة دون إذن، مع غياب العديد من الخيارات القانونية للدخول.
وتزايدت هذه الزيادة في السنوات الأخيرة وسط جمود في الكونغرس على مدى العقدين الماضيين بشأن تمرير أي إصلاح مهم للهجرة.
وأوضحت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في بيان قائلة: “بعد ملاحظة تجدد ظهور منظمات التهريب مؤخرا التي تنقل المهاجرين عبر المكسيك عبر قطارات الشحن، تتخذ هيئة الجمارك وحماية الحدود إجراءات إضافية لزيادة عدد الموظفين ومعالجة هذا الأمر المقلق، بما في ذلك بالشراكة مع السلطات المكسيكية”.
جدير بالذكر أن الإغلاق الكامل للحدود، كما اقترح العديد من المرشحين الذين يتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس، قد يكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات من التجارة ويخلق فوضى للمواطنين الأمريكيين والمكسيكيين الذين يعبرون كلا الجانبين يوميا للتسوق أو شراء أدوية أرخص أو الالتحاق بالمدارس. .
كما سوف تتعطل سلاسل الغذاء والوقود، وسوف تصبح قطع غيار السيارات نادرة، وفي أقل من شهر، قد ينفد الأفوكادو من الأمريكيين.
ومن الممكن أن ترتفع أسعار البقالة والغاز، وسوف تدخل المكسيك، التي تشهد حاليا نموا اقتصاديا، في حالة من الفوضى، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الهجرة.
وذكر الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية الحدود الصناعية جيري باتشيكو لموقع “أكسيوس” أن اقتراح إغلاق كامل للحدود هو “أمر ساذج وأحمق ليقوله”.
وأردف: “المكسيك هي الآن أكبر شريك تجاري لنا، ولدينا الملايين – وليس الآلاف – الملايين من الوظائف في الولايات المتحدة التي تعتمد على تلك العلاقة الثنائية القومية”.
المصدر: “أكسيوس”
Source link