إسرائيل في قفص الاتهام لأول مرة في تاريخها!


RT

إسرائيل في قفص الاتهام لأول مرة في تاريخها!

تواجه إسرائيل خطرا في قضية الإبادة الجماعية في غزة بعد أن ادّعت عليها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي. ماذا يقول جيرمي شارون حول هذا الموضوع في تايمز أوف إسرائيل؟

تجد إسرائيل نفسها لأول مرة في تاريخها في قفص الاتهام في لاهاي بتهمة الإبادة الجماعية. وتعدّ الادعاءات التي قدمها وزراء جنوب أفريقيا خطيرة للغاية؛ إذ أن حتى الحكم المؤقت التي ستضطر المحكمة إلى إصداره سيكون له تأثير شديد على مكانة إسرائيل الدولية وسمعتها العالمية. إضافة لما يترتب على هذا الحكم من عواقب دبلوماسية وسياسية وخيمة.

استندت ادعاءات جنوب أفريقيا على حقائق عدة تورطت فيها إسرائيل، مما سيجعل مهمة المحامي البريطاني، مالكولم شو، في الدفاع عن إسرائيل صعبة للغاية. فقد تحدثت الادعاءات عن مقتل عدد هائل من المدنيين الفلسطينيين، إضافة لعدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية. كما استندت الادعاءات على فكرة خطيرة وهي النية المبيتة لإسرائيل بالإبادة الجماعية.

اتهم التقرير إسرائيل بانتهاك عدة مواد من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية التي وقّعت إسرائيل عليها، وذلك لأن القصف الجوي غير الموجه على المدنيين تسبب في أن يكون 70% من الضحايا من النساء والأطفال. كما أن هدف الحرب هو تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والعنصرية والإثنية الفلسطينية بنية مبيتة لإسرائيل.

استندت التهمة بالنية المسبقة  إلى تعليقات كبار المسؤولين الإسرائيليين. فقد جرّد نتنياهو الفلسطينييين من إنسانيتهم حين قال: أبناء النور وأبناء الظلام. أما وزير الدفاع غالانت فقال: تدمير حماس يعني تدمير من يهللون لهم ويوزعون عليهم الحلوى. كلهم إرهابيون. وذهب أميشاي إلياهو، وزير التراث، لأبعد من ذلك حيث قال: إسرائيل تفكر في إلقاء قنبلة نووية على غزة. وهذه التعليقات أوقعت إسرائيل في مشكلة كبيرة لأن شرط إثبات النية في اتهامات الإبادة الجماعية مطلوب.

إن الغريب في التقرير هم عدم التطرق إلى دمج حماس لمنشآتها العسكرية ومقاتليها في البنية التحتية المدنية في غزة. كما لم يذكر التقرير الأنفاق العسكرية لحماس سوى مرة واحدة، وذلك كي يتحدث عن التأثير البيئي لإغراق هذه الأنفاق وهو ما نفذته إسرائيل.

قد يستغرق الحكم النهائي سنوات، لكن حتى الحكم المؤقت الآن له عواقب خطيرة. ويتراوح الحكم المؤقت بين الوقف الشامل والفوري لإطلاق النار وبين السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية. ولكن بكل الأحوال فإنه سيؤثر على سير الحرب ضد حماس. ومن عواقب الحكم المؤقت أن أي دولة تريد مساعدة إسرائيل كالولايات المتحدة مثلا سيكون من الصعب عليها مساعدتها، طالما أن لدى إسرائيل نية مسبقة للإبادة الجماعية.

ويبدو أن محامي الدفاع عن إسرائيل سيجادل بأن الخسائر المدنية غير مقصودة، وبأن حماس متغلغلة في البنية التحتية المدنية في غزة. وربما يتناول المنشورات التحذيرية التي وجهتها إسرائيل للمدنيين بهدف الإجلاء قبل القصف. وقد يدافع عن تعليقات المسؤولين الإسرائيليين بأنها أخرجت من سياقها أو كانت موجهة لحماس حصرا.

ويبقى السؤال الأهم وهو هل ستنال إسرائيل محاكمة عادلة؟

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Comments (0)
Add Comment