تصريح للرئيس الإيراني يضع الولايات المتحدة في موقف محرج بين إظهار قدرتها على الردع والخوف من خوض حرب مباشرة مع الجمهورية الإسلامية. إيلان بيرمان – ناشيونال إنترست
في يوم الجمعة، في خطاب عام أمام أعضاء الحرس الثوري الإيراني، أوضح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الجمهورية الإسلامية تتقدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط ــ وأن أمريكا ليست في وضع يسمح لها بإيقافها. هل يستطيع جو بايدن الآن أن يأمل حقًا في ردع إيران؟
في الثاني من فبراير، وبعد ما يقرب من أسبوع من التردد والإشارات العلنية، شنت الولايات المتحدة أخيرًا سلسلة من الضربات الجوية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في كل من سوريا والعراق. ومن المفترض أن يكون هذا مجرد بداية لما أشار إليه الرئيس بايدن أنه سيكون ردًا طويل الأمد على العدوان واسع النطاق.
من المفترض أن يكون الهدف الحقيقي للضربات استراتيجي؛ أي إعادة ضبط وضع الردع الأمريكي الذي تآكل بشكل كارثي في الأشهر الأخيرة. ولكن يبدو هذا الافتراض غير صحيح، بناء على ما صرّح به الرئيس الإيراني أعلاه.
وأضاف رئيسي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس الرسمية “لا يمكن للعدو أن يتخذ أي إجراء ضدنا لأنه يعلم أن قواتنا قوية وقادرة”. “في السابق كانوا (الولايات المتحدة) يتحدثون بلغة التهديد والخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة. لكن الآن، لا توجد مثل هذه الطروحات، بل يقولون إنهم ليس لديهم أي نية للصراع مع الجمهورية الإسلامية. إنها القوة؛ شعبنا وقواتنا المسلحة هي التي خلقت هذا الردع”.
إن رسالة رئيسي واضحة للغاية: كما تراها طهران، أصبحت أمريكا اليوم في موقف دفاعي في المنطقة بينما تنتصر الجمهورية الإسلامية.
وبناءً على ذلك، إذا أرادت واشنطن استعادة قدرتها العالية على الردع، فسوف تحتاج إلى الاستعداد لمزيد من التصعيد. فإلى جانب استهداف المسلحين في أماكن مثل العراق وسوريا، سيتعين عليها أن تضع أنظارها بشكل جدي على الحرس الثوري الإيراني نفسه.
حتى الآن، توضح التقارير أن الولايات المتحدة لم تصل إلى حد استهداف أصول رفيعة المستوى في الحرس الثوري الإيراني، بالطريقة التي فعلتها إدارة ترامب عندما قضت على قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني، في يناير 2020.
وفي الحالات القصوى، إذا لم يكن ذلك كافياً لتهدئة سياسات إيران الإقليمية، فسوف تحتاج الولايات المتحدة إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك. وكما أشار عدد من كبار المشرعين، قد يكون من الضروري للجيش الأمريكي ضرب أهداف استراتيجية داخل إيران نفسها من أجل إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى القيادة الإيرانية مفادها أن نشاطهم الإقليمي يأتي بتكلفة عالية.
ومع ذلك، فإن هذا هو بالضبط نوع التصعيد الذي يسعى البيت الأبيض بشدة إلى تجنبه. وقد أصر مسؤولو الإدارة، بما في ذلك الرئيس بايدن نفسه، على أنهم لا يريدون الحرب مع إيران. ومع ذلك، فإن إعادة ضبط الردع الأمريكي بشكل حقيقي قد تتطلب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى المخاطرة بحدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.
لا نعرف بوضوح إذا كان بايدن، الذي يواجه انتخابات صعبة في الداخل، مستعدا لخوض هذه الحرب. ولكن على هذه الإدارة أن تتذكرمقولة قديمة: “إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب”.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب