جاء ذلك وفقا لما ذكره موقع “أسوشيتد برس” نقلا عن أسانج الذي تابع قائلا في أول تصريحات علنية له منذ إطلاق سراحه يونيو الماضي: “لست حرا اليوم لأن النظام نجح، وإنما أنا حر اليوم بعد سنوات من السجن لأنني أقررت بذنبي في الصحافة”.
وقدم أسانج أدلة على تداعيات احتجازه وإدانته للجنة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في استراسبورغ، فرنسا، والتي تضم مشرعين من 46 دولة أوروبية.
وقد استقبل أسانج مجموعة من مؤيديه، لحظة خروجه من الحافلة بصحبة زوجته ستيلا ورئيس تحرير “ويكيليكس” كريستين هرافنسون صباح اليوم الثلاثاء، يحملون لافتة كتب عليها “شكرا لك، جوليان”، و”أسانج حر! نحن هنا”، و”العالم معك”.
وتابع أسانج: “لقد أقررت بالذنب في بحثي عن المعلومات من مصدرها، وأقررت بالذنب في الحصول على المعلومات من مصدرها، وأقررت بالذنب في إبلاغ الجمهور بمحتوى تلك المعلومات”.
وقد أطلق سراح أسانج في يونيو الماضي بعد خمس سنوات قضاها في سجن بريطاني، بعد أن أقر بالذنب في الحصول على أسرار عسكرية أمريكية ونشرها في صفقة مع ممثلي الادعاء بوزارة العدل، ما أنهى ملحمة قانونية مطولة. وقبل مكوثه في السجن أمضى أسانج الوقت في منفاه الاختياري بسفارة الإكوادور في لندن، حيث طلب اللجوء على أساس تعرضه للاضطهاد السياسي.
وقال أسانج وهو يشرح بالتفصيل تجربة العزلة في زنزانة صغيرة: “إنها تجرد المرء من إحساسه بذاته، ولا تترك سوى جوهر الوجود الخام”، وكان صوته متقطعا بينما قدم اعتذارا عن “كلماته المتعثرة” و”عرضه غير المصقول”.
وقال: “لم أستعد بشكل كامل للحديث عما عانيته: النضال الدؤوب من أجل البقاء على قيد الحياة، جسديا وعقليا”.
وقد اتهم الناشر الأسترالي على شبكة الإنترنت بتلقي ونشر مئات الآلاف من وثائق الحرب والبرقيات الدبلوماسية التي تضمنت تفاصيل عن مخالفات الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. وقد أشاد المدافعون عن حرية الصحافة بأنشطته، وبدوره في تسليط الضوء على السلوك العسكري الذي كان من الممكن إخفاؤه لولا ذلك.
ومن بين الملفات التي نشرها موقع “ويكيليكس” مقطع فيديو لهجوم بمروحية “أباتشي” تابعة للقوات الأمريكية في بغداد عام 2007، أسفر عن مقتل 11 شخصا، من بينهم صحافيان من رويترز.
ويقول المنتقدون إن سلوكه عرض الأمن القومي الأمريكي وأرواح الأبرياء (مثل الأشخاص الذين قدموا معلومات للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان) للخطر، وتجاوز كثيرا حدود واجبات الصحافة التقليدية.
وانتهت القضية التي استمرت لسنوات بإقرار أسانج بذنبه في محكمة مقاطعة أمريكية في جزر ماريانا الشمالية، وهي جزء من الكومونولث الأمريكي في المحيط الهادئ.
أقر أسانج بالذنب في تهمة التآمر للحصول على معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها بموجب قانون التجسس. وحكم القاضي عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، كان قد قضاها بالفعل خلف القضبان في بريطانيا في محاولة لمقاومة تسليمه للولايات المتحدة.
وعاد أسانج إلى أستراليا حرا في أواخر يونيو، وفي ذلك الوقت، قالت زوجته ستيلا إنه يحتاج إلى بعض الوقت للتعافي قبل التحدث علنا.
ويأتي ظهور أسانج اليوم الثلاثاء بعد أن نشرت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تقريرا عن احتجاز أسانج في سجن مشدد الحراسة في بريطانيا لمدة خمس سنوات.
وقالت لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية إن أسانج مؤهل لأن يصنف كسجين سياسي، وأصدرت مشروع قرار يعرب عن قلق عميق إزاء المعاملة القاسية التي تعرض لها.
المصدر: أسوشيتد برس
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link