أدت جولة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، فبلغت الزيادة حوالي 10% في غضون أيام، وهو أكثر بكثير مما كان عليه خلال التفاقم السابق للوضع، على الرغم من أن السنوات الأخيرة أظهرت أن التأثير الجيوسياسي في أسعار الذهب الأسود محدود للغاية، إلا أن الأمور قد تكون مختلفة هذه المرة، وحتى قرار المملكة العربية السعودية بزيادة الإمدادات إلى السوق لن يغير الوضع بشكل جذري.
وبحسب كبيرة مستشاري شركة إمبلينتا، يفغينيا بوبوفا، تبلغ صادرات النفط من إيران نحو 3 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل 7% من تجارة النفط العالمية. وفي الوقت نفسه، ليس حجم إنتاج النفط الإيراني وتصديره هو المهم فحسب، بل موقعها الجغرافي الاستراتيجي أيضًا. فتتزايد أخطار إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، وتتشكل توترات جيوسياسية حول شبه الجزيرة العربية كلها.
ويمكن أن يكون للصراع تأثير لافت في الولايات المتحدة. فقال هارولد هام، أحد أكبر أباطرة صناعة النفط الصخري، قبل بضعة أيام إن أمريكا “معرضة بشكل غير عادي” لصدمة نفطية في الشرق الأوسط، وأشار في المقام الأول إلى الانخفاض الحاد في احتياطي النفط الاستراتيجي، الذي سبق أن انخفض إلى النصف تقريبًا في السنوات القليلة الماضية على خلفية التضخم المتسارع والصراع الروسي الأوكراني.
ومن الجدير بالذكر أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ظل راكدًا عند حوالي 13.2 مليون برميل يوميًا منذ نهاية الربيع، ويمكن افتراض أن الأمريكيين ليس لديهم حاليًا أي فرص لزيادة الإنتاج، الأمر الذي ينطوي على خطر ارتفاع الأسعار العالمية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب