أثر “حنبعل” الدامي في صراع إسرائيل مع حماس!!


هذا الأمر أكدته صحف إسرائيلية في أكثر من مناسبة. صحيفة هآرتس على سبيل المثال دعت في 9 يناير 2024 إلى إجراء تحقيق في حادثة قصف دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي في مستوطنة “بئيري” ما أدى إلى مقتل رهائن إسرائيليين، وذلك للاشتباه بأن الجنود الإسرائيلية طبقوا توجيه “حنبعل”.

بعد يومين من ذلك، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت في 11 يناير 2024 أن الجيش الإسرائيلي أمر جميع وحداته في يوم هجوم حماس على مناطق متاخمة للقطاع، باستعمال “توجيه حنبعل”، ومحاولة منع مقاتلي حماس من العودة إلى القطاع “بأي ثمن”. بناء على ذلك، دمر طيارو سلاح الجو الإسرائيلي جميع السيارات التي حاولت الدخول إلى غزة من إسرائيل، حتى لو كان بها رهائن.

من الأدلة أيضا مقطع فيديو للقوات الجوية الإسرائيلية تم تداوله نهاية العام الماضي، يظهر مروحيات أباتشي وهي تهاجم المشاركين في الحفل الموسيقي. صحيفة هآرتس حينها فسرت الحادث بأنه خطأ وأن طياري المروحيات الإسرائيلية وجدوا صعوبة في التعرف على مقاتلي حماس وسط الحشد.

ظهر حتى شاهد من المؤسسة العسكرية الإسرائيلي ذاتها، حيث صرح عقيد في سلاح الجو الإسرائيلي يدعى نوف إيرز في مقابلة مع صحيفة هآرتس بأن القوات الإسرائيلية هاجمت المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا لعقيدة “حنبعل”، مضيفا قوله: “ما رأيناه هنا كان حنبعل ضخم”.

تقارير إسرائيلية رصدت أيضا أن الأضرار التي لحقت بالمنازل والسيارات، والإصابات المميتة وغير المميتة التي لحقت بالضحايا تتوافق مع الأضرار الناجمة عن قذائف الدبابات وقذائف “هيلفاير”. هذا النوع من القذائف يوصف بأنه سلاح نموذجي للطائرات المروحية الهجومية الإسرائيلية من طراز أباتشي، وأن هذا الدمار مماثل لما رصد في غزة.

الصحفي الأمريكي ماكس بلومنتال كان قارن الأضرار التي لحقت بتلك السيارات بالأضرار الناجمة عن الحرب الأولى في العراق. في ذلك الحين كان الجيش الأمريكي قد أقر بأن الإصابات ناجمة عن استخدام صواريخ “هيلفاير”.

أصل توجيه “حنبعل”:

توجيه “حنبعل” هو عبارة عن تعليمات شفوية في الجيش الإسرائيلي تتعلق بقواعد العمل الفوري في حالة اختطاف جندي من قبل العدو، كان ظهر في عام 1982 بعد أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان.

تحولت هذه التعليمات الشفوية في عام 1986 بعد أسر جنديين إسرائيليين آخرين إلى أمر مكتوب لكل العسكريين الإسرائيليين. توجيه “حنبعل” استبدل في عام 2016 بأمر من رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت.

صحيفة هآرتس كانت نشرت لأول مرة تلخيصا لتوجيه “حنبعل” في عام 2003. في المختصر هو يعني الاستخدام الأقصى للقوة العسكرية، بما في ذلك ضد السكان المدنيين، إذا لزم الأمر، وذلك للحيلولة دون وقوع الإسرائيليين، الجنود والمدنيين، في قبضة العدو، وحرمان  الأعداء من استخدام الرهائن لتحرير مقاتليهم.

سبب اختيار اسم “حنبعل” لهذه التوجيهات:

اللواء الإسرائيلي المتقاعد ياكوف أميدرور يقول إن اختيار اسم “حنبعل” تم عشوائيا باستخدام كمبيوتر للجيش.

حنبعل، القائد القرطاجي الشهير كان اختار أثناء وجوده في المنفى بشمال بلاد الأناضول، تجرع السم الذي كان يخفيه في خاتمه على الوقوع في قبضة الرومان. وهذا ما يعطي تفسيرا واضحا لتسمية هذه التوجيهات.

توجيه “حنبعل” كان بداية الاستخدام المفرط للقوة الإسرائيلية الغاشمة المدمرة في غزة وبعد ذلك في لبنان. اللافت أن مثل هذه الإجراءات التي تتجاوز قسوتها وآثارها كل الحدود لو بدر ولو جزء يسير منها عن طرف آخر، لكان الغرب قد أقام الدنيا ولم يقعدها متباكيا على المبادئ والمثل. مبادئ ومثل يتعامى عنها تماما حين يتعلق الأمر بإسرائيل.

 المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link
Comments (0)
Add Comment