مقاتلات “ميغ” تعطل طلعة أمريكية قتالية إلى فيتنام!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


في هذه الحادثة التي لم تحظ بتغطية واسعة من وسائل الإعلام، أجبرت طائرات الميغ السوفيتية التابعة لفوج الطيران المقاتل رقم 300، طائرة أمريكية من طراز “دوغلاس دي سي-8” تابعة لشركة “سي بورد إيرلاينز” على الهبوط في مطار بوريفيستنيك بجزيرة إيتوروب، إحدى جزر الكوريل الأربع، وكانت مفاجأة حين تبين أن ركاب الطائرة جنود أمريكيون كانوا في طريقهم إلى فيتنام التي كانت الحرب في أشدها في ذلك الوقت.

كانت الرحلة “بورد إيرلاينز 253 إي”، لطائرة استأجرها الجيش الأمريكي وكانت تقل 214 عسكريا أمريكيا إلى فيتنام. حملت هذه الطائرة في المجمل 238 شخصا بما في ذلك أفراد الطاقم، وكان على متنها أيضا فتيات لفرقة فنية.

كانت هذه الرحلة الأولى من نوعها تهدف إلى اختبار قدرة الطائرة الجديدة “دي سي-8- 63 سي إف” على الطيران من الساحل الغربي الأمريكي إلى اليابان من دون توقف.

في برنامج وثائقي أمريكي عن هذه الحادثة، قال الجندي الأمريكي جريفيث ساردا ذكرياته: “بعد الاعتراض في الجو، والذي كان مخيفًا للغاية، لم يشعر أي منا بالخوف حين كنا على الأرض. لم أكن قلقا من تعرضنا للأذى الجسدي، لكني كنت أتوقع وصول مجموعة من الشاحنات المليئة بالرجال المسلحين في أي لحظة وأن يتم إنزالنا من الطائرة وأخذنا إلى معسكر لأسرى الحرب”.

حاول مندوبون للسلطات السوفيتية معرفة ما إذا كانت طائرة الركاب الأمريكية قد انتهكت المجال الجوي السوفيتي عن طريق الخطأ أم عمدا، وعرض هؤلاء على طاقم الطائرة بيانات الرادار عن مسارهم، وقاموا أيضا بالاجتماع بالطيارين الذين اعترضوا الطائرة وقاموا بإنزالها.

انطلقت على الفور مباحثات بين البلدين حول هذه المسألة، وأبلغ السفير الأمريكي رئيس الحكومة السوفيتية أليكسي كوسيغين بأن انتهاك المجال الجوي السوفيتي لم يكن مقصودا، وتلقى رئيس البعثة الأمريكية في موسكو لاحقا مذكرة احتجاج رسمية من الخارجية السوفيتية.

العسكريون الأمريكيون خلال يومين من إقامتهم على الأراضي السوفيتية لم يغادروا مقصورة الطائرة إلا نادرا وكانوا تحت مراقبة حرس الحدود، فيما قام الجانب السوفيتي بتسليمهم الطعام على متن الطائرة.

في تلك الاثناء، وقع قاد طاقم الطائرة الامريكية على “بروتوكول انتهاك المجال الجوي للاتحاد السوفيتي”، كما وقع قائد الطاقم ومهندس الطيران على قانون يتحملان بموجبه المسؤولية الكاملة عن قرار الإقلاع وسلامة الركاب.

المفاوضات بين السوفييت والأمريكيين أسفرت عن اتفاق سريع بعد أن اعتذر الأمريكيين عن انتهاك المجال الجوي للاتحاد السوفيتي. الطائرة الأمريكية بعد أن زودت بكميات إضافية من الوقود، أقلعت من المطار السوفيتي وتوجهت إلى قاعدة عسكرية أمريكية في اليابان في الليلة الفاصلة بين الثاني الثالث من يوليو 1968.  

بعد ساعة من الطيران، هبطت الطائرة الأمريكية في قاعدة ميساوا الجوية الواقعة في القسم الشمالي من جزيرة هونشو اليابانية. صعد إلى الطائرة فور وصولها ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وبدأوا في استجواب الركاب.

سأل ضباط الاستخبارات الأمريكية الركاب عما إذا كانوا التقطوا صورا في المطار السوفيتي. نزع أحد جنود مشاة البحرية الفيلم من كاميرته وقام بتسليمه إليهم.

قائد طائرة الركاب الأمريكية ويدعى توسوليني، ادعى بعد وصوله بأنه لم ينتهك المجال الجوي السوفيتي ووقع البروتوكول فقط حتى يتم إطلاق سراحهم. هذا الادعاء يتناقض مع تصريحات المراقبين الجويين اليابانيين الذين كانوا أبلغوا طاقم الطائرة الأمريكية بأنهم انحرفوا عن مسارهم حوالي 150 كيلو مترا. قائد الطائرة الأمريكية زعم أنه لم يتلق مثل هذه الرسالة. هذه القضية مرت بسلام ومن دون ضجة وأغلق ملفها سريعا.

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.