وزير الدفاع، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ووزير الأمن الداخلي، والسفير لدى الأمم المتحدة- تعيينات (أو بالأحرى، ترشيحات للمناصب الرئيسية) تتدفق.. ويشكل هذا تناقضا صارخا مع الوضع بعد انتخابات ترامب السابقة في العام 2016، عندما تم الإعلان عن تعيينات مماثلة بالقطّارة. ووراء هذا التناقض يكمن تناقض آخر أكثر أهمية وأوسع نطاقا: ترامب اليوم مختلف تماما، عما كان عليه قبل ثماني سنوات.
خلال فترة ولاية سلفه بايدن في البيت الأبيض، كان مصطلحا “إدارة ترامب” و”الرئيس ترامب” متناقضين في كثير من الأحيان. وفي اتجاه السياسة الروسية، دأبت إدارة ترامب على نسف مبادراته، معتبرة أنها مفيدة بشكل مفرط لموسكو. هل سيتمكن ترامب من فرض إرادته على الآلة السياسية الأمريكية هذه المرة؟
من دون الرغبة، بأي حال من الأحوال، في التقليل من قدرات “الدولة العميقة” الأمريكية، سأجيب عن هذا السؤال الآن بهذه الطريقة: لدى ترامب الآن فرص أكبر بكثير للقيام بشيء مما لم يستطع فعله قبل ثماني سنوات. لكن “المزيد” لا يعني بالضرورة “ما يكفي”. ومن الناحية الإدارية، يُعدّ ترامب “طفلا كبيرا” لا يعرف كيف يعمل ولا يريد العمل ضمن فريق (بل وحتى على رأس الفريق)، لاستخدام الآليات التقليدية وأدوات الحكم. لا نستطيع حتى الآن أن نجزم أين ستكون له الغلبة: لثقته و”موارده” أم عدم كفاءته. ولكن ليس لدي أدنى شك في أنه لن تكون هناك بالتأكيد لحظة مملة في السياسة الأمريكية تجاه روسيا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب