وبحسب البيان الختامي الصادر عن القمة الثلاثية، فإنها تناولت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وبحثت قضايا الأمن والتعاون بين الدول الساحلية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب في سياق أهميته القصوى كممر بحري حيوي.
وتسعى مصر لتأمين حركة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب في ظل الخسائر الكبرى التي تعرضت لها، وخاصة قناة السويس، بسبب الأحداث في البحر الأحمر، والهجمات المستمرة التي يشنها جماعة الحوثي في اليمن على السفن التابعة لإسرائيل أو التابعة لجهات داعمة لها.
وتحدث المفكر الاستراتيجي والخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج لـ RT عن سر عدم مشاركة “جيبوتي” مع الدول الثلاث في قمة أسمرة، رغم أنها الدولة التي تطل مباشرة على مضيف باب المندب، وهل انحازات جيبوتي لإثيوبيا على حساب المصالح الصومالية والمصرية.
قال المفكر الاستراتيجي فرج إن القمة الثلاثية التي عقدت بحضور قادة مصر والصومال وإريتريا هى بمثابة تعزيز للأمن القومي المصري، في ظل التوترات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر، وهو تعاون ليس وليد اليوم في حين أن جيبوتي لم تشارك في هذا الاجتماع لأنها لم تتأثر بما يحدث من توترات.
وكشف المفكر العسكري، أن جيبوتي مؤمنة بـ 6 قواعد عسكرية عالمية، وهى تتحصل على رسوم سنوية من الدول صاحبة تلك القواعد، وتعتبرها جيبوتي بمثابة تأمين لها، في حين أن إثيوبيا تجمعها بها علاقات جيدة ويمر من خلالها خط السكة الحديد الإثيوبي الذي تصدر وتستورد إثيوبيا من خلاله عبر مواني جيبوتي، وتحصل جيبوتي مقابل ذلك على نحو 1.5 مليار سنويا.
وتكتظ جيبوتي التي لا تتجاوز مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع، بحشد من الوجود العسكري الأجنبي، يتمثل بـ6 قواعد عسكرية أجنبية، تعود إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين وإسبانيا وإيطاليا. وتسعى هذه الدول من خلال قواعدها العسكرية إلى حماية مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، وتوسيع نفوذها السياسي والعسكري.
وجاءت القمة الثلاثية بعد مرحلة من تصاعد التوتر بين الصومال وإثيوبيا، على خلفية توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وإقليم أرض الصومال الانفصالي، الذي منح إثيوبيا منفذا على البحر لمدة 50 عاما، وهو ما اعتبرته مقديشو انتهاكا لسيادتها، كذلك في ظل ما تشهده العلاقات الإثيوبية-الإريترية من تدهور ملحوظ، رغم أن إريتريا كانت حليفا لإثيوبيا في حربها ضد “متمردي” تيغراي بين عامي 2020 و2022، لكن أريتريا منعت الطيران المدني الأثيوبي من التحليق في أجوائها وعلّقت الخطوط الجوية الإثيوبية رحلاتها إلى أسمرة الشهر الماضي.
ونفى الخبير العسكري، أن يكون غياب جيبوتي عن القمة هو بسبب خلاف لها مع مصر أو انحياز منها لإثيوبيا على حساب المصالح المصرية الصومالية، مؤكدا وجود علاقات قوية تربط القاهرة بجيبوتي، وأنها ليست في حالة عداء مع مصر.
وتضم جيبوتي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا، والقاعدة العسكرية الوحيدة للصين خارج حدودها، وأول قاعدة عسكرية خارجية لليابان منذ الحرب العالمية الثانية، وأهم وحدة عسكرية فرنسية في أفريقيا.
وتشكل الرسوم السنوية لتأجير الأراضي من أجل إقامة القواعد العسكرية الأجنبية جزءا مهما ثابتا من الدخل القومي في جيبوتي. وبحسب دراسة لمعهد أبحاث جايكا التابع للوكالة اليابانية للتعاون الدولي، فإن إيرادات إيجار القواعد العسكرية المتمركزة في جيبوتي بلغت عام 2020 حوالي 129 مليون دولار أميركي، أي بنسبة وصلت إلى 18% من دخل البلاد.
المصدر: RT