وقد وجدت الأبحاث أن الانفتاح، الذي يعرفه الخبراء بأنه الاستعداد للخوض في تجارب جديدة، يُرى أيضا بشكل شائع في شخصيات المجرمين.
وبحسب خبراء الصحة النفسي، فإن السمات الشخصية الخمس الكبرى المألوفة تحدد كما يلي:
الضمير: يصف هذا الشخص المسؤول، والحذر، والذي يملك هدفا، ولديه سيطرة عالية على الاندفاع ويميل إلى التنظيم والانضباط.
الوفاق: هذا يصف الشخص الذي يكون محترما ورحيما وواثقا ومتسامحا ويحاول تجنب المشاكل. ويميل إلى أن يكون أكثر تعاونا ومفيدا.
العصابية: يصف هذا الشخص الذي ينجذب نحو مشاعر مقلقة، مثل القلق والاكتئاب، وينزعج بسهولة.
الانفتاح: يصف هذا الشخص المنفتح على التجارب الجديدة والفضولي لمعرفة العالم. إنه مبدع وسعيد للحديث عن الأفكار المجردة.
الانبساط: يصف هذا الشخص الذي يبحث عن الإثارة ويكون نشطا ومؤنسا للغاية. وهو ثرثار ولديه الكثير من التعبير العاطفي ويتمتع بالطاقة حول الآخرين
وأجرى خبراء في جامعة بابس بولياي في رومانيا مقابلات مع نزلاء في سجن شديد الحراسة، وقارنوا سمات شخصياتهم بمجموعة من الضوابط المطابقة في المجتمع.
وفي حديثهم عن استمتاع السجناء المشترك بالتجارب الجديدة، قال الباحثون إن هذا قد يزيد أيضا من استعدادهم للمخاطرة، ما قد يؤدي إلى سلوك إجرامي.
ومع ذلك، لا يبدو أن الانفتاح يتنبأ بالعودة إلى الإجرام، ما يشير إلى أن هذه السمة قد تكون أكثر صلة بالأفعال الإجرامية الأولية.
ووجدت الدراسة أن هذه السمة هي السمة الشخصية الوحيدة ضمن “الثالوث المشرق” (السمات الإيجابية)، التي تزيد من احتمال ارتكاب الجريمة.
وأشارت الدراسة أيضا إلى الارتباط بين العصابية والسلوك الإجرامي. وكانت العصابية مرتبطة باستمرار بكل من المجرم لأول مرة ومرتكبي الجرائم المتكررة.
ويشير هذا إلى أن عدم الاستقرار العاطفي قد يكون عامل خطر للانخراط في أنشطة إجرامية والاستمرار في القيام بذلك بمرور الوقت.
وبشكل عام، وجدت الدراسة أن أقوى مؤشر للإجرام هو سمات “الثالوث المظلم” (النرجسية، المكيافيلية والاعتلال النفسي)، والتي تظهر مستويات أعلى من عدم الاستقرار العاطفي، والمجازفة، وكذلك الخداع.
وتقول الأستاذة لورا فيسو بيترا، من جامعة بابيس بولياي، التي قادت الدراسة لـ PsyPost: “ترتبط كل مجموعة فردية من هذه السمات بالسلوك الإجرامي واحتمالية العودة إلى الجريمة. وأفاد الأفراد المتورطون في أنشطة إجرامية بعدم الاستقرار العاطفي (ارتفاع العصابية)، وانخفاض المشاعر الإيجابية، وانخفاض الحزم، وانخفاض الحساسية للملاحظات الاجتماعية (انخفاض الانفتاح)”.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن الانفتاح، المرتبط عادة بالتواصل الاجتماعي والحزم، كان أقل في كل من المجرمين لأول مرة ومرتكبي الجرائم المتكررة مقارنة بالأفراد الذين ليس لديهم تاريخ إجرامي. وهذا يعني أن المجرمين أكثر عرضة للتحفظ أو أقل انفتاحا من أقرانهم.
ومن غير المستغرب أن يجد الباحثون أيضا أن السادية – الميل إلى الاستمتاع بإلحاق الأذى بالآخرين – كانت مرتبطة بالجريمة لأول مرة ولكن ليس بالجريمة المتكررة.
ويحذر الباحثون من أن ليس كل من لديه سمات شخصية “الثالوث المظلم” سيصبح مجرما. وفي الواقع، تقول الأستاذة فيسو بيترا إن أولئك الذين لديهم هذه السمات غالبا ما يوجدون أيضا في وظائف الشركات عالية المستوى.
المصدر: ديلي ميل
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link