وتحدث خبراء لـ RT عمن يدفع نحو آتون الحرب الشاملة والمفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، ومن يسعى لإشعالها، في ظل تعزيز الجيش الإسرائيلي لتواجده العسكري على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتوعد حزب الله برد وصفه بالقوي على العدو من حيث يحتسب أو لا يحتسب.
يقول أستاذ العلاقات الدولية بالقاهرة الدكتور حامد فارس إن الأوضاع بين حزب الله وإسرائيل تتجه للتصعيد بشكل كبير نتيجة تلك الاستهدافات، التي تنفذها إسرائيل لليوم الثاني على التوالي في الداخل اللبناني، وهو ما يستلزم ردا قويا من حزب الله، حتى وإن لم يكن هناك رد سريع من حزب الله فإن إسرائيل تبحث عن ذريعة للتدخل في الجنوب اللبناني، وتسعى لاغتنام أحداث 7 أكتوبر للتخلص من كل أعدائها، في غزة والضفة وجنوب لبنان.
ويوضح أستاذ العلاقات الدولية أن حزب الله وإن كان لا يريد الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل في هذا التوقيت، بدليل أن رده على مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر كان وفق قواعد الاشتباكات المتعارف عليها بين حزب الله وإسرائيل، ولا يسعى لكسر هذه القواعد والدخول في مواجهة أو حرب مفتوحة مع إسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة للدولة اللبنانية التي لا ترغب الدخول في حرب في ظل هشاشة الاقتصاد اللبناني، والأوضاع المالية “الكارثية” وحالة الشغور الرئاسي التي يشهدها لبنان ووجود حكومة تصريف أعمال.
ويؤكد “فارس” أن الجانب الإسرائيلي في طريقه للحرب الشاملة على الجنوب اللبناني، وأنه مجبر على خوض هذه الحرب لأنها تخدم المصالح الشخصية والسياسية للحكومة الإسرائيلية في ظل اقترابها من إنهاء حرب غزة بعد تأكيدات مراكز الأبحاث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي تمكن من القضاء على 75% من أسلحة “حماس”، ونحو 80% من قوة الحركة والمقاتلين بها، وأمام تزايد الأعباء الاقتصادية لـ 120 ألف مستوطن تم إجلاؤهم من مستوطنات شمال إسرائيل على الحدود اللبنانية نتيجة هجمات “حزب الله”، حيث تتحمل الدولة الإسرائيلية نفقات إقامتهم في الفنادق، ويمثلون ضغطا على الحكومة الإسرائيلية.
ويرجع خبير العلاقات الدولية أن كل تلك المعطيات تشير إلى حرب قادمة بين إسرائيل وحزب الله وإن كان الحزب اللبناني لا يرغب في خوضها إلا أن هناك معطيات تفرضها عليه من بينها تلك الاستهدافات والتفجيرات الإسرائيلية والتي يتم التخطيط لها منذ أكثر من 5 أشهر على الأقل.
وذهب المحلل السياسي اللبناني علي يحي للقول إن توقيت التفجيرات الإسرائيلية داخل لبنان جاء بعد موافقة المستوى السياسي والأمني في إسرائيل على التصعيد ضد لبنان، وبعد تعزيز التواجد العسكري والأمني الإسرائيلي على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وتعزيز قدرات الدفاع الجوي، وأن إسرائيل قررت خوض الحرب مع لبنان لعودة سكان المستوطنات الشمالية، التي تركها سكانها بسبب صواريخ ومسيرات حزب الله خلال قيامهم بدور جبهة الإسناد للمقاومة في غزة.
ويرى المحلل السياسي اللبناني أن هذه التفجيرات لا علاقة لها بالرد على عملية “يوم الأربعين” التي نفذها حزب الله اللبناني على القاعدة العسكرية في ذكرى يوم الأربعين لاستهداف القيادي فؤاد شكر، لأنها تحتاج سنوات من التخطيط، ولكنها قد تكون جزءا ضمن عملية يوم القيامة التي تخطط لها إسرائيل أو أنها جزء من خطة الهجوم الشامل الذي تجهز له، في ظل أن كل المؤشرات تدل على قرب وقوع الحرب بين إسرائيل ولبنان بسبب رغبة إسرائيل في توسعة رقعة الصراع.
ويوضح أنه لا يمكن اعتبار ما شهده لبنان على مدار اليومين بمثابة هجوم سيبراني، لكنه اختراق أمني استخباراتي جهزت له إسرائيل منذ فترة طويلة، تسعى من خلاله لبث روح الضعف والوهن في نفوس مقاتلي حزب الله، لكنها نفذت مثل هذا في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، وسببت حالة إحباط كبيرة لدى لبنان، لكن “حزب الله” رد عليها بعملية استشهادية نوعية داخل إسرائيل سقط فيها أكثر من 70 جنديا إسرائيليا وقتها وكانت أكبر خسارة للجيش الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر، ويمكن لحزب الله أن ينفذ عملية نوعية على شاكلتها.
ويشير المحلل السياسي إلى أنه رغم مساعي إسرائيل للحرب الشاملة وإعلان حزب الله جاهزيته واستعداده لها، إلا أنه لا يريد الذهاب إليها في هذا التوقيت، وأن كان يعد نفسه لما يسميه “حرب التحرير الكبرى”.
المصدر: RT القاهرة – محمد الصاحي
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});