وخلص علماء الأوبئة من بريطانيا واليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية إلى أن سلالة جديدة من فيروس جدري القردة تم التعرف عليها في خريف عام 2023 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لم تتسلل مؤخرا إلى السويد وتايلاند فحسب، بل وإلى دول أخرى بعيدة عن إفريقيا. ونشرت نتائج الدراسة التي أجراها الخبراء في مكتبة medRxiv الإلكترونية.
وجاء في الدراسة:” أظهرت حساباتنا أن السويد وتايلاند ليستا الدولتين الأكثر احتمالية لدخول هذا العامل الممرض من جمهورية الكونغو الديمقراطية أو الدول الإفريقية الأخرى عن طريق المسارات السياحية. ويشير ذلك إلى أن سلالة الفيروس كان من الممكن أن تدخل إلى عدد أكبر بكثير من البلدان التي لم يتم تحديدها بعد”.
وتوصلت إلى هذا الاستنتاج مجموعة من علماء الأوبئة بقيادة أكيرا إندو الأستاذ المشارك في جامعة سنغافورة الوطنية، وذلك عند وضع نموذج لانتشار سلالة جديدة من فيروس جدري القردة الذي ينتمي إلى ما يسمى بـ “clade Ib”. وتم التعرف على هذا الشكل شديد العدوى من فيروس MPXV لأول مرة في سبتمبر 2023 في مقاطعة جنوب كيفو في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي وقت لاحق تم تسجيل حالات الإصابة بهذا النوع من العامل الممرض في مناطق أخرى من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في البلدان الإفريقية المجاورة، وفي نهاية أغسطس سجل الأطباء تسلل هذا النوع من العامل الممرض إلى السويد وتايلاند. وقد أدى ذلك إلى إجراء تحليل مفصل لكيفية انتشار هذا النوع من فيروس MPXV عبر إفريقيا وطرق التسلل إلى البلدان خارج حدودها، مع الأخذ في الاعتبار الطرق السياحية وكثرة اتصالات سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية مع مواطني البلدان الأخرى.
وأظهرت الحسابات التي أجراها الباحثون أنه منذ خريف عام 2023، أصيب حوالي 23 ألف شخص من سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية بفيروس “clade Ib” بحلول مطلع أغسطس 2024، وهو أعلى بكثير من التقديرات الرسمية (حوالي 14 ألف شخص). وفي الوقت نفسه وجد الخبراء أن عدد الاتصالات المحتملة مع حاملي الشكل الجديد للفيروس في السويد وتايلاند كان أدنى مما هو عليه في 30 بلدا، بما في ذلك البيرو وإيران وإستونيا ونيبال والعراق وبعض الدول الأخرى في أوراسيا وأمريكا.
وتشير نتائج الحسابات هذه، وفقا لعلماء الأوبئة، إلى أن شكلا جديدا من فيروس MPXV لم يتسلل إلى السويد وتايلاند، فحسب بل وإلى بلدان أخرى في العالم. ويتوقع العلماء أن هذه الحالات لم يتم تحديدها بعد لأنه من الصعب التمييز بين الفيروسات من “clade Ib” ومتغيرات جدري القردة المنتشرة عالميا باستخدام أنظمة الاختبار الحالية. وخلص العلماء إلى أن الاختبارات اللاحقة لعينات الفيروس التي تم جمعها ستساعد في تأكيد هذه الفرضية.
المصدر: تاس
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link