بدا تصريح الرئيس إلهام علييف في وقت سابق من هذا الشهر بشأن استعداد أذربيجان للتوسط في حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا لافتًا للنظر لعدد من الأسباب. طرح علييف اقتراحه في إيطاليا، في 6 سبتمبر/أيلول، على هامش منتدى سيرنوبيو الدولي (الذي يقام سنويا على شاطئ بحيرة كومو).
وشارك فلاديمير زيلينسكي في هذا الحدث إلى جانب إلهام علييف. وبالنظر إلى غياب تعليق منزيلينسكي، يبدو أنه لا يميل إلى رؤية أذربيجان في دور الوسيط. على أية حال، لديه خيار آخر، فهو يود أن تتولى دول أكبر بكثير مثل هذه المهمة، ويفضل أن تكون من القوى العالمية، مثل الصين أو الهند أو البرازيل.
بينما روسيا مهتمة بخدمات أذربيجان في قطاع الغاز، كحلقة وصل في نقل الوقود الأزرق الروسي إلى السوق الأوروبية (وسبق أن أعلنت كييف أنها ستوقف منذ بداية العام 2025 تمرير الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا). وفي هذا السياق، لا ترى موسكو من الصواب المسارعة إلى رفض دور الوساطة الأذربيجاني المقترح، ويمكنها أن تساير بطريقة ما مثل هذه الطموحات لدى شريكتها الجنوبية. في الواقع، تدرك كل من روسيا وأذربيجان أن مثل هذه المهمة المسؤولة والحساسة والمكثفة للعملية تناسب على وجه التحديد “الدول ذات الوزن الثقيل” في العالم، والتي قد تكون كييف مهتمة بمشاركتها في التسوية الروسية الأوكرانية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب