وجاء في مقال نشرته صحيفة معاريف لدانيال فريدمان: “الحرب تسير بشكل سيئ. لقد تم التخطيط لها مسبقا دون إدراك أهمية عنصر الوقت، وتحولت إلى حرب استنزاف استمرت قرابة العام. ومحور فيلادلفيا، الذي قيل لنا الآن عن مدى أهميته، لم يصلوا إليه إلا بعد حوالي سبعة أشهر. أما الهدف الاستراتيجي، “النصر الشامل”، الذي كان من المفترض أن يكون في متناول اليد، فلم يعد من الممكن رؤيته في أي مكان”.
إقرأ المزيد
ورأى أن حماس تواصل القتال، وتجنيد المقاتلين الجدد، وتواصل توزيع المعدات الإنسانية، وعمليا “تستمر في السيطرة على القطاع”، متابعا: “وللأسف فإن ما حدث حتى الآن ليس فقط لا يردع أعداءنا، بل هو يحمسهم في الواقع”.
وأردف فريدمان: “صحيح أن الدمار في غزة هائل وأن “الإرهابيين” وسكان غزة تكبدوا خسائر فادحة، ولكن في مقابل ذلك تقف الحقائق الصعبة من وجهة نظرنا. اتضح أن إسرائيل ضعيفة للغاية”، على حد تعبيره.
واعتبر أن ما حدث في 7 أكتوبر على يد عدة آلاف من المقاتلين، دون قوة جوية أو أسلحة ثقيلة، هز البلاد حتى النخاع، وعزز أمل إيران و”المنظمات الإرهابية” في أن يتمكنوا من تحقيق هدفهم”.
وتابع في مقاله: “لقد أصبحت إسرائيل فريسة إجراءات قانونية دولية لا طائل من ورائها ولم تنفع في شيء، وتم تقويض مكانة المنظمة الدولية بشكل كامل. وتبين أيضا أن إسرائيل لم تتمكن منذ ما يقرب من عام من إسقاط منظمة “إرهابية” تسيطر على منطقة صغيرة، ويبدو أنها (إسرائيل) عاجزة أمام الدمار الرهيب في الشمال وأمام حقيقة أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين أصبحوا لاجئين في وطنهم”.
وأكمل ومن وجهة نظره: “وتزايدت جرأة إيران والمنظمات الإرهابية. كل شخص حر في إطلاق النار على إسرائيل عندما يخطر بباله. صحيح أن الهجوم الإيراني وهجوم “حزب الله” (بعد الاغتيالات في دمشق وبيروت) توقفا، لكن في هذا الأمر يجب الحذر.. أولئك الذين لديهم الحرية في الهجوم عندما تنشأ الإرادة قد يفشلون عدة مرات، لكن خطر النجاح مرة واحدة يتزايد. لقد تعلمنا هذا في 7 أكتوبر. وعلى أية حال فإن الحرب “العادية” في الشمال مستمرة، وأبعاد الدمار تتسع.
وأكمل: “المصلحة الإسرائيلية واضحة.. يجب أن تنتهي الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن وأن يتم إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المختطفين. ولم تفهم الحكومة والجيش الإسرائيلي أهمية تقصير الحرب، كما لم يفهما الحاجة إلى مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية وإقامة حكومة بديلة لحماس”، مردفا: “والآن لم يعد من الممكن تصحيح التشويه، ويجب مواصلة النضال عبر القنوات الدبلوماسية، التي لم تحظ بالاهتمام المناسب منا. على سبيل المثال، من المهم اشتراط إعادة إعمار قطاع غزة بإقامة حكومة محلية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل، ولا يكون لحماس أي دور فيها. كما ينبغي على إسرائيل أن تسعى إلى تعزيز المحور السني، والتحرك بالتنسيق معه”.
واستطرد: “هناك أيضا شيء يجب القيام به هنا. مصر عنصر مهم في هذا المحور، وتعتمد مصر بشكل كامل على المساعدات الاقتصادية الخارجية. ويجب بذل الجهود لضمان أن تشمل هذه المساعدة وقف التهريب من سيناء إلى غزة”، على حد زعمه.
وأكمل فريدمان: “الشيء الرئيسي هو السعي للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ومثل هذا الترتيب سيزيل أثر الصراع الإيراني ضدنا، وكما ذكرت فإن الواقع في إسرائيل يظهر أن ذلك ممكن رغم كل الصعوبات.. من المفهوم أن هناك حاجة لمحاربة “الإرهاب” في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية)، وليس الإرهاب العربي فحسب، بل الإرهاب اليهودي أيضا. ومن المفهوم أيضا أنه يجب وقف الاستفزازات في “جبل الهيكل” (التسمية الإسرائيلية للمسجد الأقصى) التي تساعد أعداءنا، والتفكير بدلا من ذلك في ترتيب يحفظ أمننا، وفي الوقت نفسه، يضمن الحكم الذاتي للفلسطينيين ويعزز الجانب المعتدل الموجود داخلهم”.
المصدر: “معاريف”
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});