حينما حُرمت الولايات المتحدة من احتكار مفاتيح “الجحيم النووي”!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


إقرأ المزيد

كيف ردت موسكو على

تجربة الاتحاد السوفيتي النووية الأولى في 29 أغسطس عام 1947 كانت بمثابة نقطة تحول مصيرية، من نتائجها الهامة أنها حرمت الولايات المتحدة من احتكار مفاتيح “الجحيم النووي”. لم يعد في مقدور واشنطن استعمال هذا السلاح الفتاك بحرية مطلقة كما كان الحال عليه في عام 1945، حين فتحت أبواب الجحيم النووي على مدينتي هيروشيما وناغازاكي.

الأمر الخطير أن القنابل النووية الأمريكية كانت تشكل تهديدا جديا للاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.  الاستخبارات السوفيتية كانت أبلغت الزعيم يوسف ستالين مرارا عن إعداد واشنطن خططا لتوجيه ضربات نووية للاتحاد السوفيتي، إحداها أعدت في نهاية عام 1945، وكانت تفترض إسقاط ما بين 20 إلى 30 قنبلة نووية على عشرين مدينة سوفيتية.

 هذه الخطة السرية استبدلت فيما بعد بخطط أخرى في أعوام 1946 و1947 و1948 و1949، نصت ما قبل الأخيرة على ضرب 200 هدف في 100 مدية بالاتحاد السوفيتي باستخدام 300 قنبلة نووية إضافة إلى 29 ألف قنبلة تقليدية شديدة الانفجار، فيما أضيف إلى الخطة الأخيرة وكانت تحت اسم “طروادة”، مشاركة بريطانيا في تلك الضربات النووية الافتراضية على الاتحاد السوفيتي.

تنبه الاتحاد السوفيتي للخطر النووي الأمريكي مبكرا وخاصة بعد ضرب واشنطن لليابان بها السلاح الفتاك. شكلت موسكو لجنة خاصة لإنتاج السلاح النووي، وتمكنت في سرية تامة من إنجاز المهمة في أغسطس عام 1949، في موقع “سيميبالاتينسك” للتجارب النووية في كازاخستان، وكان شيد في عام 1947.

القنبلة النووية السوفيتية الأولى تلك “”آر دي سي – 1″، كانت على شكل “دمعة” وكان وزنها يبلغ 4.6 أطنان، وقطرها متر ونصف، وطولها 3.7 أمتار، واستخدم فيها البلوتونيوم كمادة انشطارية.

القنبلة النووية التي ركبت على برج معدني خاص يزيد ارتفاعه عن 27 مترا، تم تفجيرها صباح يوم 29 أغسطس عام 1949، وبلغت قوة الانفجار 20 كيلو طن من معادل مادة تي إن تي.

التجربة النووية السوفيتية الأولى لم تعلن عنها موسكو، فيما صرّح الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت هاري ترومان في 23 سبتمبر 1949 قائلا: “لدينا دليل على حدوث انفجار نووي في الاتحاد السوفيتي في الأسابيع الأخيرة”.

الاتحاد السوفيتي بقي صامتا لمدة ستة أشهر تقريبا، إلى أن أعلن رسميا نائب رئيس مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات السوفيتية كليمنت فوروشيلوف أن الاتحاد السوفيتي قد تمكن من صنع هذا السلاح.

موسكو حينها واصلت جهودها لتحقيق التوازن النووي مع الولايات المتحدة. بحلول عام 1950 كان لدى واشنطن ترسانة نووية تزيد عن 400 قنبلة نووية.

موسكو امتلكت سلاح الردع وحققت التوازن النووي مع الولايات المتحدة في 12 أغسطس عام 1953 باختبارها قبل واشنطن، القنبلة الهيدروجينية “آر دي سي 6”.

منذ ذلك الوقت لم تعد واشنطن قادرة على استخدام السلاح النووي بحرية مطلقة على الرغم من أنها فكرت في ذلك في عدة أوقات حرجة خلال الحرب الكورية وفي حرب فيتنام. بقيت بذلك القنبلتان النوويتان الأمريكيتان اللتان ألقيتا على هيرشيما وناغازاكي في عام 1945، أول وآخر استعمال عملي لهذا السلاح الرهيب.  

المصدر: RT

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.