إقرأ المزيد
وقال سيف الدولة في تصريحات لـRT: “السؤال الأهم هو عن السبب الذي دفع تل أبيب لإعادة نشر هذا المقطع في هذا التوقيت؟، وأظن أن السبب واضح للعيان وهو أنها رسالة إنذار وتحذير جديدة من الكيان الصهيوني لكل من تسول له نفسه مواجهة إسرائيل أو العمل على تحرير فلسطين والقضاء عليها، بأن مصيره هو المصير الذي ذكره السادات في هذا الفيديو: “تدير شعبه وجيشه وقواته” مع التذكير والتهديد بأن الولايات المتحدة موجودة دائما لحماية إسرائيل وردع كل من يحاول الاعتداء عليها مثلما فعلت في حرب 1973 حين دخلت الحرب لصالح إسرائيل.
وتابع: “هذا هو مغزى الرسالة الإسرائيلية، ولكنه مغزى متهافت ومضلل لعديد من الأسباب أولها هو أنه إذا كان هناك من يريد إلقاء الآخر في البحر فهو الاحتلال الذي يقوم اليوم بالفعل بإبادة الفلسطينيين وإلقائهم تحت الأنقاض الركام وليس إلقائهم في البحر”.
ونوه بأن مقولة “إلقاء إسرائيل في البحر” التي وضعتها ماكينات الإعلام الغربية والإسرائيلية على لسان العرب، حتى إن صدق أن هناك من قالها فإنها كانت تعني تحرير الأرض المحتلة من الغزو والاستيطان الصهيوني وإعادة المهاجرين اليهود الصهاينة إلى أوطانهم الأصلية وليس القضاء عليهم وقتلهم وإفنائهم كما تفعل إسرائيل في الفلسطينيين اليوم ومنذ النكبة”.
وأشار إلى أن ثاني هذه الأسباب فهو أن ما ذكره السادات في الفيديو من أن إسرائيل أصبحت أمرا واقعا هو أيضا خطاب انهزامي ومتهافت وضعيف، فصحيح أن إسرائيل أمر واقع ولكنه غير شرعي وغير قانوني، هي كيان استعماري استيطاني باطل، لا شرعية له في احتلال أراضينا حتى لو اعترفت به الأمم المتحدة و كل دول العالم، ومصيره المحتوم هو ذات مصير الاحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي لأوطاننا العربية قبل الحرب العالمية الثانية.
وأكد الباحث المصري أن إسرائيل على أساس نظرية صهيونية تدعي أنها حركة تحرر وطني قامت بتحرير أرضها المحتلة من الاحتلال العربي الذي دام 14 قرنا، فإذا قبلنا نحن كعرب هذا المنطق وهذه النظرية الصهيونية فإن وجودنا اليوم كشعوب عربية في مصر وسوريا والعراق وغيرها سيكون هو أيضا بمثابة احتلال عربي لأراض وأوطان لا نملكها، ويحق لجماعات وتنظيمات وحركات طائفية وشعوبية مماثلة للحركة الصهيونية أن تقاتلنا وتطردنا منها، إن أي اعتراف عربي بشرعية دولة (إسرائيل) هو بمثابة انتحار، من حيث هو نفي وإنكار لشرعية وجودنا واستحقاقنا للعيش في أوطاننا التاريخية”.
وتابع: “ثالثا إن المسار الذي اختاره السادات بعد حرب 1973 بالصلح والسلام والاعتراف بإسرائيل مقابل انسحابها من أرض سيناء المحتلة، لا تزال آثاره المدمرة تلاحقنا حتى اليوم، حيث عادت سيناء إلينا وثلثي أراضيها مجردة من القوات والسلاح إلا بموافقة إسرائيل وفقا للمادة الرابعة من الاتفاقية، مما يمثل سيفا دائما مسلطا على رقبة أمننا القومي وسيادتنا الوطنية واستقلالية إراداتنا وقراراتنا السياسية”.
وقال: “حتى التبرير الذي ذكره السادات لتفسير تغير موقفه من إسرائيل بسبب الدعم الأمريكي لها، فإن أمامنا اليوم نموذج المقاومة الفلسطينية التي لم تتوقف عن قتال إسرائيل ولا تزال صامدة بعد 11 شهرا من الحرب رغم الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي الهائل لها”.
واختتم سيف الدولة قائلا: “الخلاصة هي أن إسرائيل تحتل أراضينا وتقتل أهالينا ثم لا تتوقف عن تهديدنا بالتدمير ونحن قررنا أن نقاومها وندافع عن أرضنا وعن أنفسنا، وهو تهديد ليس له وزن أو قيمة، فما زلنا هنا نقاتلها ونقاومها ونوجعها ونحقق عشرات الانتصارات ضد قواتها، رغم وقوف كل القوى الكبرى ومنظماتها الدولية معها منذ الحرب العالمية الأولى، ورغم كل أطنان الأسلحة ومئات المليارات التي تتلقاها منذ عشرات السنين”.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم