RT
حول وقوف المجتمع الجورجي مع قيمه في وجه إغراءات الغرب وتهديداته، كتب يفغيني كروتيكوف، في “فزغلياد”:
يبدو أن العلاقات الغربية مع جورجيا قد هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. ويبدو هذا الأمر غريبا، لأن أوروبا والولايات المتحدة ظلتا تغرسان الإعجاب بالغرب في نفوس الشباب الجورجي على مدى عقود من الزمن. حتى ترويج رهاب روسيا على نطاق واسع في جورجيا لم ينجح في هذه الحالة.
وقد وصف رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه بـ “بالخيانة” حديث ممثلي المعارضة الجورجية وممثلي المنظمات غير الحكومية في الكونغرس الأميركي في جلسة استماع حول الوضع في تبليسي مع مقترحات لفرض عقوبات على وطنهم وعلى حزب “الحلم الجورجي” الحاكم، بسبب قانون العملاء الأجانب.
وفي الوقت نفسه، هدد الاتحاد الأوروبي بإلغاء نظام السفر بلا تأشيرة مع جورجيا.
ووفقا لتقديرات مختلفة، يوجد في جورجيا أكثر من 10 آلاف منظمة غير حكومية، غالبيتها العظمى تحصل على تمويل أجنبي.
لقد اعتمدت الهياكل الأميركية والأوروبية في البداية وبشكل مستمر على الشباب. وظن منظمو الويب أنهم يفعلون كل ما هو مطلوب لربط جورجيا بالغرب.
ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من المجتمع الجورجي أيدت قانون العملاء الأجانب والتعديلات ضد أنشطة المثليين. ولم تخرج مظاهرة احتجاجية واحدة في أي مكان خارج الجزء الأوسط من تبليسي. ولم تحدث تعبئة في المجتمع مؤيدة للغرب؛ فقد رفض المجتمع الجورجي الأبوي والديني القيم الغربية وتخلى عن ميزة السفر بلا تأشيرة.
كثير مما يحدث لا يرجع إلى السياسة، بل إلى الطابع الوطني ونظام المجتمع الجورجي. والغرب ببساطة لم يفهم البلد الذي غمره عملاؤه بغزارة. صحيح أن جورجيا، لعدد من الأسباب التاريخية، كانت مناهضة لروسيا في العقود الأخيرة. ولكن كما تبين، بالنسبة للمجتمع الجورجي التقليدي، فإن الخوف من روسيا لا يعني العبادة التلقائية للغرب. وهذا خطأ فادح يرتكبه الغرب.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب