RT
المؤتمر المقبل في سويسرا سيظهر أزمة التحالف المناهض لروسيا. حول ذلك، كتب نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية أوليغ كاربوفيتش، في “إزفيستيا”:
ما يسمى بمؤتمر السلام المزمع عقده في سويسرا في شهر حزيران/يونيو تظهر بوضوح الوضع الميؤوس منه الذي يجد التحالف المناهض لروسيا نفسه فيه. فمحاولات الولايات المتحدة استمالة الجنوب العالمي والشرق العالمي لضمان تمثيل مناسب للدول غير الغربية في المؤتمر، باءت بالفشل. فبتأثير من جمهورية الصين الشعبية، التي حددت موقفًا واضحًا يتمثل في “عدم التفاوض بشأن القضية الأوكرانية من دون مشاركة روسيا”، يختار مزيد من الدول المترددة الامتناع عن المشاركة في مثل هذا الحدث المريب.
لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن الغرب قد تقبل فشل المشروع “المناهض لروسيا”، الذي كان من المفترض في الأصل أن تكون القمة السويسرية أحد رموزه. فبعد أن توصل إلى نتيجة أن فرض شروط معينة لوقف إطلاق النار على موسكو أمر غير مرجح، يعود التحالف الأميركي الأوروبي إلى خططه السابقة لإيصال الحرب الأوكرانية إلى نهايتها المنطقية، أي حتى آخر أوكراني. في الواقع، مستقبل أوكرانيا وسكانها هو آخر ما يهتم به خصومنا. هدفهم الحالي هو جر روسيا إلى صراع أبدي منخفض الحدة، يسمح، من ناحية، للمجمع الصناعي العسكري الغربي، الذي يمول بسخاء رجال السلطة، بالإثراء، ومن ناحية أخرى، يساعد على صرف انتباه السكان عن المشاكل الداخلية العديدة التي تقوض مواقف نخب العولمة التقليدية. ولهذا السبب، يعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جديد إلى موضوع إرسال عسكريين إلى العمق الأوكراني، في حين أن زملائه من دول الناتو الأخرى يناقشون مسألة السماح لكييف بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية بأسلحة غربية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
Source link