تتجه الأنظار العربية نحو مراسم تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد للمرة الخامسة، كخطوة هامة نحو المزيد من التعاون الاستراتيجي مع موسكو.
وشهد التعاون الروسي مع الدول العربية تقدما كبيرا في ظل التقارب الكبير الذي يجمع بين الرئيس بوتين، والعديد من القيادات السياسية في المنطقة العربية، حيث حرص أن تكون روسيا شريكا حقيقيا في دعم جهود التنمية في الدول العربية.وأكد السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن هناك دورا متزايدا للدور الروسي في المنطقة، مشيدا بمواقف موسكو فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما يجري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنه من واضح الأمر أن الرأي العام الدولي يؤيد القضية الفلسطينية والموقف العربي.وأضاف في تصريحات خاصة لـRT، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد نوعا من الصراع بين القوى العظمى، مشيرا إلى أن روسيا والصين نجحتا بالفعل في التواجد بقوة في منطقة الشرق الأوسط وفتح مجالات وقطاعات للتعاون في المنطقة ومع العديد من الدول الإقليمية مثل مصر والسعودية والإمارات وإيران وتركيا، وجميعها قوى إقليمية لها قوتها وتأثيرها.ولفت إلى أن الدور الروسي والصيني أدى إلى تراجع النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة، مشددا على أن الموقف الأمريكي في القضية الفلسطينية والذي يعد في واقع الأمر نوعا من التورط والمشاركة مع إسرائيل في جرائمها ومخالفة للقوانين والمواثيق الدولية في قطاع غزة، يؤدي إلى مزيد من التراجع للدور والنفوذ الأمريكي بالمنطقة وظهور وزيادة للدور الروسي.من جانبه قال الدكتور أحمد ماهر أبو جبل الباحث بالشؤون السياسية والعلاقات الدولية في تصريحات لـRT أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في إقامة علاقات قوية مع كافة الدول العربية، وقدم الدعم والمساندة لعدد كبير منهم وعلى رأسهم مصر عقب ثورة 2013، فضلا عن العلاقات الروسية القوية مع المملكة العربية السعودية والإمارات.وأشار أبو جبل إلى أن التقارب الروسي العربي ساعد بشكل كبير على فكرة تعدد القطبية العالمية وليس القطب الأوحد الذي كانت تريد الولايات المتحدة الأمريكية دائما تشكيله، مضيفا أن التقارب الروسي العربي ساعد الدول العربية على اتخاذ قرارات حيادية والنظر إلى مصالحها بصورة أكبر بخلاف ماكان في السابق حينما كانت تصب دوما في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وهو ما ظهر بقوة في القرارات التي اتخذتها السعودية ودول الخليج بشأن أسعار النفط في “أوبك بلس” وعدم الاستجابة لطلبات الأمم المتحدة بمد الدول الغربية بديلا عن الغاز والبترول الروسي، مما ساهم بشكل في تقوية الاقتصاد الخليجي والعربي.وذكر أن الرئيس الروسي قدم دعما كبيرا للدول العربية، وساعد عددا من الدول مثل مصر والسعودية والإمارات للانضمام إلى الـ”بريكس”، والذي يعد نقطة تحول كبير في الاقتصاد العالمي، مما سيساعد في ظهور نظام جديد عالميا وهو نظام متعدد الأقطاب يتحدى النظام أحادي القطبية الذي سيطرت به الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1991 حتى الآن.وأعرب عن أمله في أن يواصل الرئيس الروسي في الضغط على الجانب الغربي، واستكمال التحول إلى نظام متعدد الأقطاب بديلا عن نظام القطب الواحد لأنه نظام غير عادل والدليل على ذلك الكوارث التي يشهدها العالم ومن بينها الحرب على غزة، “فكيف تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا في الحل، وهي في الوقت نفسه طرف مشارك مع إسرائيل وتدعمها بالسلاح والذخيرة، موضحا أن النظام متعدد الأقطاب سيسمح بصدور أصوات مغايرة للصوت الأمريكي.أما الدكتور كريم العمدة أستاذ الاقتصاد الدولي في تصريحات لـRT، فرأى أن روسيا هي حليف قوي للدول النامية والافريقية، وتنصيب الرئيس الروسي سيمثل استمرارا لهذا الدعم وهما ما يزيد شعبية روسيا وشعبية بوتين في تلك الدول، خاصة وأنه أصبح قائدا عالميا بالمعنى المفهوم، ويقف أمام المد الغربية والأمريكي بدول العالم.وأضاف أنه على الجانب الاقتصادي قدمت روسيا العديد من أوجه الدعم للدول العربية والأفريقية، مشيرا إلى مشروع محطة الضبعة النووية الذي يتم إقامته في مصر، ومشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حفل تدشين المرحلة الرابعة من المشروع تؤكد أهمية هذا المشروع بالنسبة لمصر.وأشار إلى التعاون الروسي مع دول الخليج مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون الاقتصادي بين موسكو والعديد من العواصم العربية، خاصة مع تأكد الدول العربية أن روسيا هي الشريك الأفضل بالنسبة لها في دعمها موقفها عالميا.يذكر أن روسيا تشهد اليوم مراسم تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد للمرة الخامسة، وسيقام حفل التنصيب وأداء القسم الدستوري في الكرملين.المصدر: RTتابعوا RT على
ماذا يأمل العرب من بوتين خلال فترته الرئاسية الجديدة؟.. خبراء يشاركون RT توقعاتهم
الخبر التالي