RT
سوف يضطر باشينيان إلى ترسيم الحدود مع أذربيجان بشروط باكو. حول ذلك، كتب يفغيني فيودوروف، في “فوينيه أوبزرينيه”:
لا اتفاق على الخرائط. وممر زانجيزور الآن هو الجزء الأكثر قابلية للانفجار في منطقة القوقاز. ولكن القاعدة العسكرية الروسية في غيومري تضبط باكو؛ وعضوية أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والتي لم تُفسخ بعد، توفر أيضًا ضمانة معينة لحرمة يريفان.
كما يقع جيب آرتسفاشن الأرميني، الذي لا يخضع لسيطرة يريفان، على أراضي أذربيجان. وتصر باكو على عودة 31 قرية على الحدود دفعة واحدة، علما بأن أيّا من هذه القرى لا تنتمي إلى ممر زانجيزور، وكلها مناطق متنازع عليها في شمال أرمينيا.
ومن دون ترسيم الحدود وتعيينها، لا يوافق علييف على التوقيع على أي اتفاق. وهو، بعد النصر الذي حققه في ناغورني قره باغ، يريد ترسيم الحدود بشروط باكو.
بدأت يريفان تتسلّح بشكل مكثف، وخاصة من فرنسا. فمنذ صيف العام 2023، تلقى الجيش الأرميني العديد من عربات باستيون الخفيفة المدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي ورادارات GM200؛ كما تقوم أرمينيا بترتيب علاقاتها مع الهند، وتهتم في المقام الأول بالمجمع الصناعي العسكري هناك. ومن أحلام المؤسسة الأرمينية إنشاء محور دلهي – يريفان – باريس، مقابل باكو – أنقرة – إسلام آباد.
إلا أن اهتمام الهنود والفرنسيين بهذا المخطط مشكوك فيه للغاية. وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة إلى الهند.
أما العملية الثانية، التي يحركها باشينيان بعناية، فهي سيرورة الابتعاد المستمر عن روسيا. وهذا يقوم على فكرة أنه إذا لم يدمُر العلاقات مع الكرملين، فلن يقبلوه في الدوائر العليا التي يتمناها في أوروبا. خطاب الغرب بسيط وواضح: أولاً، انفصلوا عن روسيا، وبعد ذلك سنتحدث عن مستقبلكم.
لكن هل سيكون هناك مستقبل لحكومة باشينيان؟
لن تبقى أذربيجان متفرجة على تنامي قوة أرمينيا العسكرية، إذا حدث هذا التنامي من حيث المبدأ.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب