حرب “أماني ريناس” ضد الرومان..  صفحات مضيئة من تاريخ السودان القديم

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.




قلة من القادة الرجال الأجانب في العالم واجهوا الإمبراطورية الرومانية التي كانت في زمانها دولة عظمى، لكن أماني ريناس ملكة مملكة كوش السودانية واجهتها بشجاعة وصدتها بنجاح.

إقرأ المزيد

تمكنت أماني ريناس من عام 25 إلى 21 قبل الميلاد من تحقيق إنجاز كبير وصدت الغزو الروماني على منطقة النوبة السفلى الواقعة فيما يعرف اليوم بالسودان.الرومان بعد أن احتلوا مصر اتجهت قواتهم إلى الجنوب، وكان الهدف مملكة كوش وعاصمتها مروي على الضفة الشرقية لنهر النيل، وهي مدينة تبعد حوالي 200 كيلو متر عن العاصمة الحالية الخرطوم.أماني ريناس كانت جلست على العرش بعد وفاة زوجها الملك تيرتيكاس نهاية عام 25 قبل الميلاد، وكان ذلك بعد خمس سنوات من الاحتلال الروماني لمنطقة النوبة السفلى.في السابق، استفادت مملكة كوش من تصدير ذهبها وثرواتها الأخرى إلى مصر، إلا ان الوضع تغير حين سيطرت القوات الرومانية بقيادة القيصر أغسطس على مصر من مارك أنتوني وكليوباترا.عقب توليها العرش في مملكة كوش، وضعت أماني ريناس الخطط ونفذ جيشها هجمات على القوات الرومانية المحتلة.الملكة أماني ريناس جمعت في البداية جيشا يقدر بـ 30000 مقاتل واستعدت لقتال الغزاة الرومان الذين حاولوا السيطرة على المناطق الزراعية الخصبة الواقعة في جنوب مصر والمعروفة باسم النوبة.تمكن الرومان في البداية من تحقيق مكاسب في المنطقة وقاموا بفرض ضرائب عالية على سكان مروي، عاصمة مملكة كوش.أعادت الملكة أماني ريناس تنظيم جيشها واستغلت انسحاب القوات الرومانية المؤقت خلال حملتها التي توجهت إلى غزو الجزيرة العربية في عام 25 قبل الميلاد بقيادة أرابيليوس. هذه الحملة وصلت على مدينة نجران في جنوب الجزيرة العربية قبل أن تتقهقر وتفشل ويفر قائدها من المعركة.زحف جيش الملكة أماني ريناس إلى الشمال وتمكن من تحرير جزيرة فيلة الواقعة في منتصف النيل في المنطقة الحدودية مع مصر، وحررت أيضا أسوان ومدينة إلفنتين.بعد أن أنهى جيش مملكة كوش عمليته في المنطقة انسحب إلى الجنوب، وبدأت المناوشات الأولى للحرب بين مروي وروما والتي استمرت أربع سنوات.تعد تلك السنوات من المعارك بين جيش مملكة كوش والجيش الروماني حقبة تاريخية هامة في تاريخ النوبة على الرغم من أن الرومان بنهاية المطاف تمكنوا من فرض سيطرتهم على النوبة، إلا أنهم كانوا مضطرين إلى تقديم تنازلات لمملكة كوش أضعفت موقفهم السياسي والاقتصادي وأكدت السيادة المحلية لمملكة كوش.كان نجاح أماني ريناس العسكري في مواجهة جحافل الرومان فريدا في تاريخ المنطقة، إلا أن دور الملكات النساء لم يكن غريبا عن السودان القديم، إذ حكمت عدة نساء ولفترات طويلة ممالك كوش الثلاث، كرمة ونبتة ومروي في الوادي النوبي للنيل الأوسط.هذه الملكة كانت معاصرة لعهد كليوباترا في مصر ومارك أنتوني في روما  إلى أن أطاح بهما القيصر أغسطس في عام 30 قبل الميلاد.إرث أماني ريناس في الدفاع عن النوبة استمر بعددها، وقد جاءت بعدها الملكتان أماني شاكيتو وأماني تور وواصلتا نهج التصدي للرومان.مملكة كوش أصيبت بالضعف بنهاية الأمر وعادت الإمبراطورية الرومانية إلى فرض سيطرتها على منطقة النوبة، وبقي التاريخ في نفس الوقت يذكر الملكة أماني ريناس، باعتبارها من الشخصيات التاريخية القليلة التي قاومت هيمنة أقوى إمبراطورية في عصرها.المصدر:RT تابعوا RT على

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.