RT
الرئيس التركي سياسيٌ ماكرٌ وقائدٌ قوي يعرف كيف يحافظ على علاقة متوازنة مع موسكو وواشنطن. حول ذلك، كتب غليب إيفانوف، في “أرغومينتي إي فاكتي”:
في 12 شباط/فبراير، كان من المفترض أن يزور فلاديمير بوتين أنقرة لإجراء محادثات مع رجب طيب أردوغان. تمت إعادة جدولة الاجتماع، ولكن لم يتم إلغاؤه.
طرحت “أرغومينتي إي فاكتي” أسئلة على مدير البرنامج العلمي لنادي فالداي الدولي للمناقشة، فيودور لوكيانوف، منها:
كيف أثرت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في العلاقات الروسية التركية؟
يقف أردوغان على مسافة واحدة (من الطرفين)، وموقفه الصارم يقوم على التالي: لم ينضم إلى الخط المناهض لأوكرانيا، لكنه لم ينضم أيضًا إلى الخط المعادي لروسيا. ويذكر باستمرار أنه لا يتفق مع إلقاء المسؤولية على روسيا في كل شيء.
موضوعيا، تركيا (إلى جانب الإمارات العربية المتحدة) يمكن أن تلعب دورًا مفيدًا، إذا جرت مفاوضات حول التسوية. حاليا، لا تجري مثل هذه المفاوضات، ومن غير المعروف ما إذا كان الأمر سيصل إلى هذا الحد. ولكن وفقاً لخصائصها الجيوسياسية، فإن تركيا مؤهلة بشكل مثالي لأداء وظيفة الوسيط المحايد إلى حد ما.
هل تركيا محايدة حقاً؟
هذه مسألة معقدة للغاية. ولهذا السبب على وجه التحديد، فإن تركيا لن تنضم إلى أي جهة. فهي تناور طوال الوقت. أي إيماءة في اتجاه معين ستتزامن مع إيماءة في الاتجاه الآخر. بالإضافة إلى ذلك، تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، ولها علاقات متعددة المستويات مع الولايات المتحدة. وأردوغان لن يقطع العلاقات مع شركائه الغربيين.
صحيح أن أردوغان يسعى باستمرار إلى إظهار أن هذه العلاقات يجري الحفاظ عليها لوجود مصلحة مشتركة، وليس بسبب التبعية. ومن مبادئ الزعيم التركي إظهار أنه هو الذي يقرر بنفسه ما هو المفيد في الوقت الحالي.
أردوغان، شخصية قوية، ماكر، وطموح، ومن صنف القادة. ومن المؤكد أنه يهدف إلى استخدام ترسانته الكاملة لانتهاج سياسة مستقلة قدر الإمكان.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب