تخطط وكالة ناسا لإنشاء موقع دائم على سطح القمر بحلول نهاية العقد، على أن يتبع ذلك استكشاف الإنسان للمريخ.
ولكن بينما نقوم بإنشاء معسكرات خارج الأرض، سيحتاج المستوطنون البشريون في الفضاء إلى إحضار نظام بيئي يتضمن الحيوانات، التي يمكنها المساعدة في أداء المهام الحيوية: مثل الحشرات التي تقوم بالتلقيح، والأسماك التي يمكن تربيتها في مساحات صغيرة واستخدامها كمصادر للغذاء، أو الدببة المائية الصغيرة التي يمكنها تعليمنا كيفية تحمل الإشعاع.
إذن، ما هي الحيوانات التي يجب أن تستعمر القمر والمريخ وما بعده مع رواد الفضاء؟
قال ديفيد كاتلينغ، عالم الأحياء الفلكية بجامعة واشنطن في سياتل: “لا تزال الأنظمة البيئية المتقنة (خارج الأرض) أقرب إلى عالم الخيال العلمي وليس البحث العلمي النشط”.
وقال كريستوفر ماكاي، عالم الكواكب في مركز أبحاث أميس التابع لناسا: “السؤال الرئيسي يتمحور حول انخفاض الجاذبية”. تبلغ جاذبية المريخ حوالي ثلث جاذبية الأرض، وجاذبية القمر تبلغ سدس جاذبية الأرض.
وقال ماكاي إنه يمكن بناء الموائل لاستيعاب درجات الحرارة والضغوط والتركيبات الجوية التي اعتاد عليها أبناء الأرض، ولكن لا توجد طريقة لتغيير الجاذبية. السيناريو الأفضل هو أن تتطور الحيوانات على المريخ والقمر تماما كما تتطور على الأرض، لكن لا توجد بيانات عن ذلك حتى الآن.
ويمكن أن تؤثر الجاذبية المتغيرة على نمو العضلات والعظام، ما يجعل حيوانات المريخ غير قادرة على الوقوف أو المشي بشكل صحيح. وقال إنه في هذه الظروف، من المرجح أن تكون الحيوانات الصغيرة، وربما الفئران، والحياة المائية هي الرهان الأفضل.
وقال كاتلينغ إنه نظرا لتحديات الفضاء: “أعتقد أن الحيوانات الأبسط، مثل الحشرات أو القشريات، من المرجح أن تكون أكثر قوة”.
وستتطلب المستوطنات الفضائية أيضا الحفاظ على الموارد والكفاءة العالية.
ونظرا لأن الأسماك والحيوانات المائية الأخرى تعتمد على الطفو، فمن المحتمل ألا يكون لتغيرات الجاذبية تأثير كبير على تطورها، كما توقع ماكاي. وقد تكون الأسماك أيضا حيوانات فضائية جيدة لأنها أكثر كفاءة في التغذية وتنتج نفايات أقل من نظيراتها الأرضية، وفقا لمراجعة عام 2021 في مجلة Frontiers in Astronomy and Space Sciences.
ويرى تقرير عام 2020، الصادر عن جامعة جنوب أستراليا وجامعة الفضاء الدولية في فرنسا، أن الحشرات مثل الصراصير هي الأكثر جدوى لنقلها إلى الفضاء حيث توفر مصدرا جيدا للبروتين مع استخدام مساحة ومياه أقل من مصادر البروتين التقليدية. ويمكن للحشرات تقديم خدمات مهمة، مثل التلقيح ودوران التربة وتنظيف المخلفات، ويمكن أن تكون مصدرا غذائيا احتياطيا في حالة فشل المحاصيل.
ويمكن أيضا تربية القشريات في مساحات ضيقة كمصدر غذائي فعال.
وبالنسبة للاستعمار القمري، يتطلع الباحثون إلى “الدببة المائية”، التي أثبتت قدرتها على تحمل الظروف القاسية، بما في ذلك الحرارة الشديدة والبرد الشديد والإشعاع وفراغ الفضاء.
المصدر: لايف ساينس
Source link