RT
لقد خدع الغرب نفسه كثيرا في صراعه على بقاء أوكرانيا. والآن هناك دلائل أن الغرب سيستمر في خداع الذات في العام المقبل. لي هوكستادر – واشنطن بوست
اعتقد الغرب بما يدعو للسخرية أن العقوبات ستجعل روسيا تركع، رغم الموارد الهائلة التي يتمتع بها الكرملين ومناعته في مواجهة الضغوط السياسية.
كما خدع الغرب نفسه بالاعتقاد بأن رفع الشعارات يمكن أن يؤدي إلى إجماع على دعم كييف. وليس هناك أكثر دلالة على فراغ الوعود من تعهد بايدن مؤخرا لزيلينسكي في مؤتمر صحفي باستمرار التضحيات والمبالغ المذهلة من المال.
وخدعت أوروبا نفسها والأوكرانيين في صفقة تعهدت من خلالها في مارس الماضي بإرسال مليون قذيفة مدفعية إلى كييف خلال العام المقبل. وكان هذا الهدف مجرد أمنيات نظرا لقدرة الإنتاج الهزيلة في القارة التي أنهكها عقود من الضمور في أعقاب سقوط جدار برلين.
وتضاعف أوروبا من أوهامها بإقناع نفسها أنها قادرة على الاستمرار في مشروعها الرئيسي في السلام في مرحلة ما بعد الحرب. وقد انتشر خطر خداع الذات إلى حد كبير بسبب رجل واحد وهو رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان الذي لم يخف نيته في تدمير الوحدة الغربية في أوكرانيا.
والأمر الأكثر أهمية هو أن المجر هو حصان طروادة لبوتين في قلب أوروبا. ولا يهم مطلقا أن اقتصاد المجر في حفرة. والمهم أن محبوب الجمهوريين الأمريكيين، أوربان، سيكون على رأس المجر التي ستترأس الاتحاد الأوروبي في الدورة المقبلة. وهذا سيمنح أوربان صلاحيات وضع جدول الأعمال لفترة ولاية مدتها ستة أشهر.
إن تصدّر المجر لهذا المنبر سيحرج الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا. والتهديد الأكبر تمثله قواعد التصويت العتيقة في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك شرط الإجماع بين جميع الدول الأعضاء بشأن المسائل الأمنية والمالية.
وفي هذا الشهر استخدم أوربان حق الفيتو من جانب المجر لمنع حزمة بقيمة 55 مليار دولار لدعم أوكرانيا. كما أنه أعاق محادثات أوكرانيا بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وستكون أمام أوربان 70 فرصة أخرى لعرقلة تقدم أوكرانيا نحو هذا الهدف.
ويبدو أن أوربان رجل قوي ولن يتأثر بتهديدات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بوقف التمويل عنه. فالدول الأعضاء في النهاية لا تعمل ضد بعضها. ولا يوجد هناك آلية لطرد دولة عضو من الاتحاد الأوروبي. لكن هل يستطيع الاتحاد الأوروبي احتواء الضرر الذي يسببه أوربان لأجندته بخصوص أوكرانيا؟
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب