RT
يدور الحديث عن خطة إسرائيلية لاجتياح جنوب لبنان، وحزب الله مستعد لاستقبال إعدائه، كما ينبغي. حول ذلك، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”:
في 18 و19 ديسمبر، وبالتزامن تقريباً مع إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف لحماية الاتصالات البحرية، نشرت وسائل الإعلام الغربية الكبرى، الواحدة تلو الأخرى، معلومات مفادها أن إسرائيل قد طورت خطة لعملية برية في جنوب لبنان. والغرض المعلن من العملية هو إرجاع الفصائل المسلحة التابعة للقوات الفلسطينية وحزب الله إلى حدود نهر الليطاني.
من المستبعد أن القيادة في إسرائيل لا تفهم السبب الحقيقي لإنشاء تحالف بحري ضد الحوثيين اليمنيين. فليس هو حماية الشحن البحري، الذي، على العموم، لا تفكر الحركة اليمنية في التعدي عليه.
هذه لعبة مزدوجة، حيث تعمل الولايات المتحدة على تسخين قضية الاتصالات البحرية، الأمر الذي يجبر كبار مشغلي الشحن وشركات التأمين على توجيه ناقلاتهم إلى المحيط الأطلسي.
ولا يؤدي مثل هذا المسار إلى خلق مشاكل تتعلق بتكلفة الإمدادات فحسب، بل ويشكل ضغطاً هائلاً على إسرائيل، ليس من قِبَل الساسة فحسب، بل والأسوأ من ذلك من قِبَل المستثمرين والممولين، وبالتالي من الجميع على طول السلسلة.
المهمة واضحة: إنهاء المرحلة النشطة من الحملة (ضد غزة) على الأقل بحلول نهاية يناير. ومنذ البداية حددت الولايات المتحدة بشكل عام موعدا للعام الجديد، هو على ما يبدو 13 يناير – الانتخابات في تايوان.
وبصرف النظر عن مدى حرص الولايات المتحدة على ممارسة الضغوط على إسرائيل، ومدى صعوبة نجاح محاولتها تقليص زمن العملية تحت ستار “الظروف الموضوعية”، فإن التأرجح الهائل في المجتمع الإسرائيلي قد يشجع نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في جنوب لبنان.
حزب الله والفلسطينيون في هذا الاتجاه يضغطون على العديد من النقاط المؤلمة التي قد تجعل نتنياهو، بكل خبرته، يخطو الخطوة الأولى على الجليد الرقيق، وهذا ما ينتظرونه منه في لبنان.
والولايات المتحدة ليست بحاجة إلى هذه “الحملة اللبنانية” على الإطلاق، وستستمر في رفع الراية (الحمراء) أمام نتنياهو. والسؤال هو ما إذا كانوا سيتمكنون من جعل رئيس وزراء إسرائيل صاحب الخبرة الكبيرة لا يتجاوز الحدود. فلديه ما يكفي من المستشارين المتطرفين لاتخاذ خطوات جذرية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب