RT
يشكك الخبراء في جدوى التحالف الذي تشكله واشنطن ضد الحوثيين، ويطرحون الأسئلة حول نوايا الولايات المتحدة الحقيقية. عن ذلك، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”:
يجري تجميع تحالف من قبل الولايات المتحدة للقيام بعملية عسكرية ضد القوة التي تهدد التجارة العالمية بأكملها. وفي الواقع تعلن واشنطن حربًا جديدة على بعد آلاف الكيلومترات من حدود الولايات المتحدة.
ولكن، هل سيتمكن الأمريكيون وتحالفهم المشكل حديثًا من هزيمة الحوثيين؟ الخبراء يشككون بشدة في ذلك. فقالت خبيرة مجلس الشؤون الدولية الروسي، إيلينا سوبونينا، لـ”فزغلياد”: “هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد هجمات الحوثيين، لكنه لن يكون قادرًا على ضمان سلامة الملاحة بشكل كامل.
أولاً، لأن الحوثيين ليسوا تجسيدًا جديدا للقراصنة الصوماليين، الذين كان من الممكن حماية السفن المدنية منهم ببساطة بإغراق القوارب التي كانوا يستخدمونها. حركة الحوثيين حركة عسكرية قوية ومتماسكة مسلحة بالصواريخ والطائرات المسيرّة ووسائل أخرى لإغراق الأهداف البحرية، المدنية والعسكرية؛
ثانيا، تبين أن للائتلاف خصوصيته. فلم يشمل المصريين والأردنيين الذين يعانون من الإجراءات اليمنية، ولا قادة المنطقة السعوديين.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهم يفهمون عدم جدوى مثل هذه الفكرة، بسبب خوفهم من ردة فعل عنيفة من الحوثيين. وإلى أن مواجهة الحوثيين تعني، في هذه الحالة بالذات، الوقوف ضد مطالبهم برفع الحصار عن قطاع غزة. وهذا يعني أنهم ضد القضية الفلسطينية، وهذا أمر لا يوجد أي بلد عربي مستعد له.
ومع ذلك، فإن شكوك اللاعبين في الشرق الأوسط تتحدد بنقطة أخرى. إنهم جميعًا يدركون أن الدافع الحقيقي للأمريكيين ليس القتال ضد الحوثيين، بل محاولة تنظيم حرب ضد إيران”.
وأضافت سوبونينا: “أخطر ما في الأمر هو أن تصرفات التحالف الأمريكي يمكن أن تقوض بشكل خطير التحسن الناشئ في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران. في الواقع، تصرفات الولايات المتحدة تضعنا مرة أخرى أمام خطر نشوب حرب كبيرة في الشرق الأوسط”.
ولا أحد يحتاج إلى هذه الحرب. باستثناء الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإسرائيل بالطبع.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب