RT
عن العوامل التي جعلت بكين تنحاز بوضوح إلى موقف روسيا في الصراع مع أوكرانيا، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”:
أدلى الممثل الرسمي لجمهورية الصين الشعبية بتصريح يمكن تفسيره على أنه تحول واضح ومهم في موقف بكين فيما يتعلق بما يحدث في أوكرانيا.
“هذه أمة مستقلة جدا. يتخذ الرئيس بوتين قرارات على أساس المصالح الوطنية والأمن”. هكذا بالضبط علق مدير الإدارة الأوروبية في وزارة الخارجية الصينية، وانغ لوتونغ، على مطالب السياسيين الأوروبيين إقناع روسيا بتقديم تنازلات بشأن القضية الأوكرانية. ببساطة، رفض الرفاق الصينيون، بأدب، أن يلعبوا دور الوسيط.
وفي هذا البيان الصيني عدة نقاط مهمة، بل وحتى اختراقية إلى حد ما. وبالدرجة الأولى، حقيقة رفض الوساطة في حل الأزمة الأوكرانية.
والآن، اعترفت الصين علناً بأن استمرار الأعمال القتالية يشكل عنصراً من عناصر “المصالح الوطنية والأمن لروسيا”.
إذن، ما الذي دفع الجانب الصيني إلى تغيير موقفه؟ على ما يبدو، هناك ثلاثة عوامل هي الأكثر أهمية:
أولاً، أدرك الصينيون أن دور الوسيط في حل الصراع الروسي الأوكراني لم يعد مناسبا؛ والعامل الثاني الذي يفسر جمود الصين هو أن الاتحاد الأوروبي لم يفعل أي شيء لطلب هذه الخدمة بلباقة أكثر. وجاء بيان وانغ لوتونغ نفسه على هامش قمة الصين والاتحاد الأوروبي، التي حضرها مسؤولون أوروبيون في بكين لحل المشاكل الاقتصادية الثنائية. وما أوصلوه، في الواقع، ليس فقط مجموعة من المقترحات، إنما ومجموعة من التهديدات لبكين.
فالغرب لا يبدو مستعدا لموافقة بكين على أنه ينظر إلى الصين كتهديد وجودي يجب سحقه بأي وسيلة ضرورية.
وهذا هو العامل الثالث الذي يؤدي إلى تشديد الموقف الصيني بشأن المسألة الروسية. وبفضل الضغوط الأميركية، لم تعد بكين تقف إلى جانب روسيا بحكم الأمر الواقع فحسب، بل أصبحت أيضًا تقف بحكم القانون في الجانب الروسي من الصراع الأوكراني.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب