RT
كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسمايا غزيتا”، حول تشديد ماكرون خطابه حيال عمليات إسرائيل في غزة، بعد تصريحاته المعادية للفلسطينيين.
وجاء في المقال: قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة قطر، الدولة التي تلعب دورا مركزيا في الوساطة في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، منذ 7 أكتوبر. وشدد الرئيس الفرنسي على رغبته في تجديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي سمح للطرفين بتبادل عدد من الرهائن.
سبقت زيارة ماكرون إلى قطر زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة لحضور المؤتمر الثامن والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-28). واستغل الرئيس الفرنسي هذا الحدث لتشديد لهجته ضد إسرائيل. فشدد على أنه يحترم حق الدولة اليهودية في الدفاع عن النفس، لكن “هذا الدفاع عن النفس لا يعني الهجوم على السكان المدنيين” في إطار القانون الدولي.
كلام ماكرون الجديد يتناقض بشكل صارخ مع التصريحات التي أدلى بها خلال جولته السابقة في الشرق الأوسط، يومي 24 و25 تشرين الأول/أكتوبر. فحينها، طرح علنا فكرة تشكيل تحالف ضد حماس من أعضاء المجتمع الدولي، على غرار التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكدت مصادر لوموند أن مفهوم التحالف المناهض لحماس أثار غضب موظفي وزارة الخارجية في الجمهورية الخامسة، ليس فقط بسبب ادعاءاته المفرطة، بل ولأن المفهوم صدر عن قصر الإليزيه، دون التوافق عليه مع رئاسة الحكومة.
وقد أثرت مثل هذه التوجهات سلباً في مكانة باريس في المنطقة العربية. فخلال رحلته إلى الأردن في تشرين الأول/أكتوبر، لم يكن في استقبال ماكرون في مطار عمّان سوى رئيس بلدية العاصمة، على الرغم من أن البروتوكول يقتضي حضورا أعلى. وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة لوفيغارو بهذه المناسبة: هذه “لفتة ذات معنى”. وبالإضافة إلى ذلك، انهارت خطط ماكرون لإجراء محادثات مع بعض القادة العرب في مؤتمر (COP-28) في الإمارات، بسبب عدم رضاهم عن سياسات باريس حيال النزاع المسلح في قطاع غزة. وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان التغيير في خطاب ماكرون قادرا على تصحيح الوضع.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب