هل كان هنري كيسنجر عميلا سوفيتيا؟!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.


هل كان هنري كيسنجر عميلا سوفيتيا؟!هل كان هنري كيسنجر عميلا سوفيتيا؟!

RT

فجر جاسوس سوفيتي سابق قنبلة إعلامية من العيار الثقيل حين تحدث عن علاقة الراحل عن عمر تجاوز القرن هنري كيسنجر بالمخابرات السوفيتية.

وكان يوري شفيتس صاحب قناة على موقع يوتيوب نوه في مناسبات سابقة عن ” اهتمام” الدائرة الأولى في جهاز الاستخبارات السوفيتية بهنري كيسنجر مذ كان طالبا فأستاذا جامعيا؛ لكن الجاسوس المقيم حاليا في الولايات المتحدة ويعمل مستشارا لعدد من المؤسسات والشركات العالمية، ذكر في معرض تأبين عرّاب الإدارات الأمريكية تفاصيل غير مسبوقة عن تجنيد المهووس بالمال والنساء على حد قول شفيتس، موضحا أن المخابرات بما فيها السوفيتية تجد في الطامعين محبي الحياة الحلوة أهدافا سهلة، وكان كيسنجر أحد أدسم الأهداف.

يروي شفيتس الذي هاجر من روسيا بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي وتفكك أجهزته الاستخبارية الى الولايات المتحدة أنه عمل في واشنطن تحت غطاء مراسل وكالة تاس السوفيتية الشهيرة ضابطا في القسم الأول من جهاز الاستخبارات العسكرية ( غرو) وأن إحدى مهامه مع فريق متخصص، كانت تجنيد شخصيات سياسية واجتماعية مرموقة للعمل مع الاستخبارات السوفيتية إما بصفة عميل، أي أنه يقوم بما يكلف به لقاء مكافأت مالية، أو متعاون يقدم للجهاز المعلومات والمشورة إن اقتضى الأمر.

وعلى ذمة شفيتس فإن كيسنجر صُنف قبل أن يجنّد رسميا على أنه ” عميل” وتم إعداد ملف كامل عن الصيد الثمين وصل إلى مكتب نائب رئيس الجهاز الجنرال كربيتشينكو في انتظار الموافقة الرسمية على إطلاق إشارة البدء لمباشرة العميل الجديد مهام عمله والمكافأة المقررة لقاء التقارير المطلوبة.
يقول شفيتس إن ” كيسا” كان الرمز المستخدم بين ضباط الجهاز المطلعين على الملف في واشنطن للتدليل على هنري كيسنجر.
لكن الجنرال صاحب الخبرة السياسية الطويلة؛ وبعد تفكير عميق استدعى مساعده المسؤول عن ملف التجنيد وأبلغه قائلا:
” سيتم وضع الرفيق بريجنييف في صورة تجنيد شخصية سياسية واعدة في واشنطن من المحتمل جدا أن تتسلم مناصب رفيعة وبالطبع فإن الخبر سيفرح بريجنييف ولكن بعد فترة قد يطالبنا الرفيق الأمين العام للحزب بأن يقوم عميلنا بتغيير قرارات أو اتخاذ خطوات تتعارض تماما مع إمكانياته ويعصي أوامر الجهاز، عندها سنقع في دائرة الاتهام والحساب من قبل القيادة”.
ولذلك، يقول شفيتس، قرر الجنرال، تأجيل النظر في ملف ( كيسا) ووضعه في الرفوف العالية.
لكن السفارة السوفيتية في واشنطن سواء عبر سفيرها القدير المخضرم أناتولي دوبرينين أو أجهزة الاستخبارات لم تبعد “العميل المرشح”عن أنظارها .

فعلى مدى عقدي الحرب الباردة في الستينيات والسبعينيات نشأت علاقة تعاون وثيق بين السفير دوبرينين وهنري كيسنجر الذي صدقت نبؤة الجنرال كربيتشينكو بشأنه حين عينه الرئيس نيكسون مستشارا للأمن القومي ووزيرا للخارجية وأصبح أبرز علامة في الدبلوماسية الأمريكية لعب أدوارا حاسمة سواء في إبرام اتفاقيات للحد من التسلح وتخفيف المواجهة بين العملاقين النوويين آنذاك؛ الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وصولا الى الانفراج، أو على صعيد أزمات عالمية في مقدمتها الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

ووفق شفيتس فإن كيسنجر أقام علاقة وثيقة مع السفير السوفيتي دوبرنيين الذي أشار في أكثر من صفحة عبر مذكراته الضخمة إلى أدوار شيخ الدبلوماسية الأمريكية حقبة الحرب الباردة منوها بأن التفاهمات بينه وبين كيسنجر لم تتطلب بالضرورة إبلاغ القيادة السوفيتية والإدارة الأمريكية بكل تفاصيلها من منطلق أن أناتولي ( دوبرينين) وهنري( كيسنجر) كانا ينظران إلى القيادتين في موسكو وفي واشنطن على أنهم مجموعة من الكهول ليس بالضرورة أن تدخل معهم في التفاصيل بل المهم النتيجة.

يذكر يوري شفيتس أن مستوى العلاقة القوية بين سفير موسكو وكيسنجر انعكس حتى في تخصيص مكان لا يجوز إشغاله لسيارة السفير السوفيتي في الموقف الخاص بالبيت الأبيض، الامتياز الذي لم يحصل عليه سفير دولة أخرى.

من الصعب التحقق من رواية الجاسوس السوفيتي المتقاعد المقيم منذ سنوات في واشنطن والملاحظ أنه لا يلاحق من قبل السلطات الروسية بتهمة الخيانة كما حصل مع جواسيس سوفيات انشقوا قبل وبعد انفراط عقد الدولة السوفيتية ويعيشون في الغرب.
يزعم شفيتس أنه لم يقدم معلومات للجهات الأمريكية تخص عمل أجهزة الاستخبارات السوفيتية في الولايات المتحدة وكان هاجر اليها حقبة الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين التي اتسمت بالفوضى والانهيار والشراكة المطلقة بين موسكو وواشنطن.
في نفس الوقت يرد السؤال المنطقي:
كيف يمكن لداهية مثل كيسنجر أن يتورط في التخابر مع العدو السوفيتي ويضمن عدم اكتشافه من الوكالات الاستخبارية الأمريكية التي كانت تراقب كل شاردة وواردة من موسكو؟
أم أن العّراب الشهير كان يخطط لما هو أبعد في خدمة مصالح واشنطن وتل ابيب؟
أسئلة يستحيل الإجابة عليها دون أن تفتح مغاليق الأرشيفات المحكمة!
سلام مسافر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.