Gettyimages.ru
يتعين على الإسرائيليين اتخاذ قرارات صعبة للغاية من شأنها أن تحدد مسار بلادهم لسنوات قادمة. فريدا غيتيس – CNN.
بعد أن دخلت الحرب ضد حماس مرحلة جديدة مع إعلان المسؤولين العسكريين أنهم سيبدأون في سحب عدة ألوية من غزة كمقدمة لقتال طويل الأجل وأقل حدة وأكثر استهدافا، يجب على الإسرائيليين أن يحلوا مشكلة نتنياهو الذي فشل في الحفاظ على أمن البلاد.
يحتاج الإسرائيليون لاتخاذ هذه القرارات في ظل زعيم يتمتع بشعبية ويمنح الناس الثقة والرؤية الثاقبة، ونتنياهو ليس هذا الشخص، وفق استطلاعات الرأي. وحان الوقت كي يتنحى نتنياهو.
ربما يكمن الحل في أن يتنازل نتنياهو طوعا عن السلطة، وقد يكون الأمر مؤلما بالنسبة له لكنه سيكون قد بدأ في إزالة بعض الشوائب الثقيلة عن إرثه.
يمكن لنتنياهو أن يستقيل مقابل الحصانة من التهم الجنائية التي يواجهها بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة، وهي الاتهامات التي ينفيها بشدة. لكن نتنياهو تسبب في خلق انقسامات حادة غير مسبوقة في البلاد حتى قبل فشله في الحفاظ على الأمن وتعرض إسرائيل لهجوم 7 أوكتوبر.
إن اتفاقه مع المشرعين المتطرفين للاحتفاظ بالسلطة وإجراء الإصلاح القضائي من شأنه أن يغير طابع البلاد بالكامل. ولذلك خرج مئات الآلاف احتجاجا على القرار، ولم تنته المظاهرات إلا مع هجوم 7 أوكتوبر لتتحول أهداف المتظاهرين لمساعدة عائلات الرهائن.
لقد رفض نتنياهو تحمل المسؤولية عن فشله الأمني وقال: سنجيب على كل التساؤلات ولكن دعونا نركز على النصر. لكن تحقيق النصر قد يطيل مدة حكمه، في حين أن 15% فقط من الإسرائيليين يؤيدون بقاءه في السلطة. والمرشح الذي يبدو أوفر حظا ليحل محله هو بيني غانتس، الجنرال المتقاعد المعارض، والذي انضم لحكومة نتنياهو الطارئة.
هناك أسئلة كثيرة يجب الوقوف عندها، فإلى متى ستبقى القوات الإسرائيلية في غزة؟ ومن سيحكم القطاع؟ وهل سيتم استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وهل ستثق إسرائيل بالسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس؟ وماذا عن حزب الله القوي في الخاصرة الشمالية؟ والسؤال الأخيرهو: ما طبيعة الديمقراطية في إسرائيل؟
إن كل ما سبق يؤكد أن بنيامين نتنياهو هو الرجل الخطأ في الوقت الراهن، وعليه أن يرحل من أجل إسرائيل.
المصدر: CNN
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب