“وحده عبد الناصر كان يعلم”.. هل كان إسقاط الملكية في العراق مؤامرة بريطانية؟ (فيديو)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.




وقال الونداوي في حديث لبرنامج “قصارى القول” عبر RT عربية، المكرس لمرور 66 عاما على انقلاب 14 تموز أو ثورة 14 تموز، وهي الحركة التي أطاحت بالمملكة العراقية الهاشمية، إن “الأرشيف البريطاني أطلق وثائق العام 1958 في سنة 1989 فكنت من أوائل المطلعين على وثائق العراق بحكم إعدادي لأطروحة دكتوراه فالحدث بذاته، أي ثورة 1958 كاد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة آخذين بالاعتبار الحرب الباردة بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى الإنزال الأمريكي في بيروت والإنزال البريطاني في الأردن ورسالة التهديد التي بعثها سكرتير الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، نيكيتا خروشوف، وهي رسالة موجودة نصها ولم يكن الكثيرون يعلم بوجودها ويقدر أهميتها وخطورتها وكانت رسالة تحذيرية من احتمالات تدخل الغرب لإفشال ما يجري في بغداد من تحول سياسي كبير”.

وأشار إلى أن “الوثائق البريطانية المرتبطة بأحداث العراق آنذاك تشتمل على المراسلات التي بعثها السفير البريطاني عبر السفارة الأمريكية والسفارة التركية لأن السفارة البريطانية أحرقت وثائقها وعطلت مراسلاتها والجمهور أغلق أبوابها. فكانت هذه القناة الرابطة بين ما يجري، وانتقل السفير إلى فندق بغداد خوفا على حياته، ومن هناك بدأ يرسل مجموعة وثائق تشرح ما كان يجري لحظة بلحظة في بغداد”، مبينا أن “المجموعة الثانية تتضمن الاجتماعات الكثيرة التي عقدها مجلس الوزراء البريطاني لبحث ما يجري في الشرق الأوسط وما يجري في العراق والقرارات التي كانت تتخذ. أما المجموعة الثالثة وهي الأهم، فهي الحوارات الأمريكية البريطانية حول كيفية التعامل مع ما يجري في العراق”.
وأفاد بأنه “ثمة سؤال يتكرر هل الإنجليز كانوا يعلمون بالثورة؟ هذا السؤال المركزي، شخصيا أعتقد أنه لم يثبت حتى الآن بعد كل هذا التاريخ أن هناك أحد يخرج ويقول إن الإنجليز كانوا لهم صلة”، مبينا أن “الشخص الذي كان على علم مؤكد بأن هناك تحركات تجري هو الرئيس المصري الراحل عبد الناصر، من خلال تنظيمات الضباط الأحرار وعلاقتهم مع الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي بقيادة كامل الجادرجي وحزب الاستقلال، كما أن السفير البريطاني كان يعلم بذلك”.
وأوضح الونداوي أن “فكرة الإطاحة وتغيير النظام تعود إلى فلسطين، ولكن الذي أسس هذه الفكرة هو رفعت الحاج سري، مؤسس تنظيم الضباط الأحرار. فكرة تدخل الجيش في السياسة لازمت النظام السياسي العراقي، خصوصا بعد ما حصل بأول انقلاب عسكري سنة 1936″، لافتا إلى أن “تنظيمات الضباط حذرت تحديدا من القطعات العسكرية الموجودة في منطقة أبو غريب ومنها سلاح المدرعات، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إليها لأنها قد تغير النظام بسرعة، نظرا لقربها من بغداد. إلا أن الوثائق الإنجليزية تكشف أنه عندما خرجت الجماهير رافضة لمعاهدة بورتسموث في شوارع بغداد سنة 1948، قالت تقارير الاستخبارات إن أي عسكري يريد تغيير النظام يمكنه أن يحظى بدعم الجمهور”.
وأضاف: “إلغاء العسكر العثماني من الجيش العراقي جاء بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأت عملية تحديث الجيش العراقي بالأسلحة الغربية في الخمسينيات”، مشيرا إلى أنه “كان هناك دائما حظر على العراق بعدم امتلاك أسلحة حديثة، فرضه الإنجليز والأمريكان والفرنسيون لصالح الإسرائيليين وليس العرب وقد انتهى تقريبا في عهد الصفقة التشيكية، وهي صفقة روسية أدخلت بها الأسلحة الحديثة الروسية إلى مصر. فكانت نهاية وقف سباق التسلح وبداية سباق تسلح جديد”.
وبين أنه “في سباق التسلح هذا، بدأنا نستلم العجلات الأمريكية والمدفعية والطائرات. كان هناك اتفاق سري لا يعلم به العراقيون بين بريطانيا وأمريكا حول ما يتعين للأمريكان من تجهيزات وما تعين للإنجليز وكمية العتاد المسموح بها”، مؤكدا أن “تصميم الغرب كان يقضي بألا يمتلك الجيش العراقي قدرة تكفي لأكثر من ستة أيام من الحرب، وكانت القدرات القتالية محسوبة بشكل دقيق. وكانت الجيوش العربية تعتمد على الغرب، وبالتالي قدراتها القتالية كانت محدودة بثلاثة إلى أربعة أيام فقط، بينما الجيش الإسرائيلي كان يمتلك مساحات أكبر وقدرة تسليحية أعلى”.
 المصدر: RT 
  

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.