وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، سلّم الضابط لأصلانوف صورة لشخصية يهودية بارزة في أذربيجان وتفاصيل حول كيفية قتله. ووافق أصلانوف على اغتيال الحاخام شنعور سيغال مقابل مبلغ 200 ألف دولار، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “تم إفشال المؤامرة، التي تضمنت أيضا خطة لاستهداف مركز تعليمي، من قِبَل جهاز الأمن الأذربيجاني في يناير الماضي. وتم اعتقال أصلانوف وشريك محلي واتهامهما بالتآمر لتنفيذ عمل إرهابي، وفقا لبيان صادر عن جهاز الأمن الأذربيجاني وتقارير إعلامية محلية”.

وقال سيغال لصحيفة “واشنطن بوست” إنه علم بالمؤامرة ضد شخصية دينية واعتقال المشتبه بهما من خلال الصحافة الأذربيجانية. وأضاف أنه يشعر بالأمان في أذربيجان: “نعيش هنا بسلام. أمشي في الشوارع دون خوف”.
وقال المسؤولون الأمنيون إن “قضية سيغال هي أحدث محاولة اغتيال أو هجوم دبرته إيران، غالبا باستخدام وكلاء إجراميين لديهم إمكانية الوصول إلى الأسلحة، كجزء من حملتها المتصاعدة ضد شخصيات يهودية وإيرانية في الشتات أو أهداف أخرى حول العالم”.
ووفقا للمسؤولين “اشتدت هذه الموجة من الهجمات المستهدفة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 وبدء الحرب الإسرائيلية في غزة”، مضيفين أن “استخدام المجرمين يمنح إيران درجة من الإنكار. وكان أصلانوف متورطا سابقا في تجارة المخدرات، وفقا لبيان جهاز الأمن الأذربيجاني”.
وسبق أن اتهمت النيابة العامة الألمانية إيران باستخدام وكلاء إجراميين لاستهداف معابد يهودية ومدرسة في 2023. وفي مارس 2024، اعتقلت الشرطة في بيرو رجلا إيرانيا بزعم أنه عضو في فيلق القدس وشريكين محليين بتهمة التخطيط لاستهداف مواطن إسرائيلي يعيش في البلاد.
وفي الشهر الماضي، أدانت هيئة محلفين اتحادية في نيويورك رفعت أميروف وبولاد عمراف بتهمة التخطيط لقتل الصحفية والناشطة الإيرانية الأمريكية ماسيه ألينجاد. وتمت إدانة الرجلين، بتهمة القتل مقابل المال وتهم أخرى. وقال المدعون العامون إن الحرس الثوري الإيراني عرض عليهما 500 ألف دولار لقتل ألينجاد في منزلها في بروكلين.
وتشتهر ألينجاد بانتقادها الصريح لقوانين الحجاب الإلزامي في إيران وانتهاكات حقوق الإنسان. وهي مؤسسة حملة “حريتي المتخفية” التي تشجع النساء الإيرانيات على مشاركة صور لهن دون حجاب. ومن المقرر النطق بالحكم على أميروف وعمراف في سبتمبر المقبل، وقد يواجهان حكما بالسجن مدى الحياة.
ولتنفيذ مؤامرة أذربيجان المزعومة، التقى أصلانوف في إيران مع عناصر من فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري. وتم التخطيط للاجتماع من قِبَل محمد جولكاري، وهو إيراني له صلات إجرامية واسعة، وفقا للمسؤولين الأمنيين.
وبعد عودته إلى باكو، عاصمة أذربيجان، قام أصلانوف بتجنيد المواطن الأذربيجاني جيهون إسماعيلوف، وبدآ معا بمراقبة سيغال، وفقا لأحد المسؤولين.
وقال جهاز الأمن الأذربيجاني في بيانه إن الرجلين “عملا على جمع معلومات عن أحد أفراد المجتمع الديني، وأرسلا موقع سكنه ومكان عمله إلى ممثل لجهاز استخبارات أجنبي عبر تطبيق هاتفي”، ولم تكشف السلطات في باكو عن هوية الهدف.
وقال مسؤولون إن هذه قد لا تكون المرة الأولى التي تحاول فيها إيران اغتيال شخص في أذربيجان. ففي 2023، نجا النائب الأذربيجاني فاضل مصطفى من محاولة اغتيال أُطلقت عليه وقتها رصاصات من بندقية كلاشينكوف. وأعلن جهاز الأمن الأذربيجاني لاحقا أن الحادث هجوم إرهابي، بينما أشار المحققون إلى إيران، مستشهدين بانتقادات مصطفى لطهران بسبب زعمها بتحريض الانقسام الديني في أذربيجان.
وقال مصطفى في مقابلة مع موقع Gununsesi.info المحلي إن المشتبه بهم “نفذوا أوامرهم وتلقوا المال مقابل ذلك”، وإن “أسيادهم هم رجال دين رفيعو المستوى في الدولة الإيرانية”. وفي صيف العام الماضي، أدين خمسة متهمين في قضية مصطفى بتهم الخيانة ومحاولة قتل شخصية رسمية أو عامة والاتجار غير المشروع بالأسلحة، وحُكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين أربع سنوات والسجن مدى الحياة.
المصدر: واشنطن بوست
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
Source link