غالبا ما يكون الشخير علامة على حالة خطيرة للغاية تعرف باسم انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب شائع يتميز بالشخير بصوت عال وتوقف التنفس ثم استئنافه.
وحتى الآن كان يعتقد أنه كلما ارتفع صوت الشخير، كان انقطاع النفس النومي أسوأ. لكن الأبحاث الحالية والمستمرة تظهر أننا يجب أن نغير طريقة تفكيرنا بشأن الشخير.
وقال دان فينا، الباحث في قسم النوم واضطرابات الساعة البيولوجية في مستشفى بريغهام والنساء: “للتعرف بشكل صحيح على مدى خطورة انقطاع النفس النومي الناتج عن أصوات الشخير، نحتاج إلى فهم أسباب الشخير”.
وكان الرأي السائد هو أن الشخير يحدث عندما تنتقل من النوم الخفيف إلى النوم العميق. ويؤدي هذا إلى استرخاء العضلات الموجودة في سقف الفم والحلق والأنف. وفي حالة الشخير، يمكن للعضلات أن تسترخي كثيرا لدرجة أنها تسد مجرى الهواء جزئيا. ويؤدي هذا الانسداد إلى زيادة اضطراب الهواء عندما يتنفس الشخص، ما يتسبب في اهتزاز الأنسجة الرخوة في المسالك الهوائية العلوية وإصدار صوت الشخير.
ومع ذلك، فقد أثار شيء غريب حيرة الباحثون: يبدو أن الشخير يزداد أثناء نوم الموجة البطيئة، عندما يكون مجرى الهواء أقل عرضة للانهيار، ويبدو أقل تواترا أثناء نوم حركة العين السريعة، عندما يكون مجرى الهواء أكثر عرضة للانهيار.
ودرس فينا وزملاؤه بيانات 40 مريضا يشتبه في إصابتهم بانقطاع النفس النومي أو تم تشخيصهم به. وتم ربطهم بقناع لقياس تدفق الهواء أثناء النوم ليلا.
وقام الباحثون بتسجيل محرك التنفس، وهو مقياس لجهد المريض في التنفس، وذلك باستخدام قسطرة يتم إدخالها أسفل الحلق وفي المريء لتسجيل نشاط عضلات الحجاب الحاجز. وقاموا بتحديد قوة الشخير باستخدام ميكروفون عالي الجودة مثبت فوق الحلق.
ثم قام الباحثون، بشكل منفصل، بفحص تأثير تضييق مجرى الهواء وجهد التنفس على ارتفاع صوت الشخير.
وبالإضافة إلى ذلك، قاموا بالتحقيق في الاختلافات في ارتفاع صوت الشخير عبر أشكال مختلفة من التنفس المضطرب أثناء النوم، مثل انقطاع النفس (عندما يتوقف التنفس تماما)، ونقص التنفس (عندما ينخفض التنفس بشكل كبير).
ونظروا أيضا في مجموعة متنوعة من مراحل النوم التي يمرون بها ليلا لتحديد العوامل التي لعبت الدور الأكبر في ارتفاع صوت الشخير بشكل أفضل.
وقال فينا: “كما هو متوقع، وجدنا أن مجرى الهواء القابل للانهيار بشكل طفيف يولد الشخير، ويصبح الشخير أعلى كلما زاد انسداد مجرى الهواء. لكن بحثنا أظهر أيضا أن ارتفاع صوت الشخير له علاقة كبيرة بحجم الجهد الذي يبذله الشخص للتنفس”.
وعلى وجه التحديد، وجد الباحثون أن الشخير يكون في أعلى مستوياته عندما يكون الجهد المبذول للتنفس مرتفعا ويكون هناك عائق أكبر. ولكنه ينخفض بعد ذلك في حالة وجود انسداد شديد، مثل انقطاع النفس النومي.
ويشير الباحثون إلى أن زيادة الجهد المبذول للتنفس دون أي عائق لتدفق الهواء لم يكن له تأثير يذكر على ارتفاع صوت الشخير. ولا يبدو أن تفاقم الانسداد مع جهد التنفس الطبيعي يؤثر على ارتفاع صوت الشخير.
ومن المثير للدهشة أن الفريق وجد أن الشخير يكون أعلى صوتا خلال الفترات التي يكون فيها جهد التنفس لدى الشخص أقوى، ولكن مستويات انسداد مجرى الهواء لديهم هي نفسها تقريبا، بغض النظر عن مرحلة نومهم أو شكل التنفس المضطرب أثناء النوم.
ويشير هذا إلى أن جهد التنفس له دور مساو، إن لم يكن أكبر، لدور انسداد مجرى الهواء في توليد الشخير بصوت عال.
وقال فينا: “تصف النتائج في نهاية المطاف وجود علاقة معقدة بين التنفس المضطرب أثناء النوم، حيث أن ارتفاع الصوت وحده قد لا يكون مؤشرا على مدى شدة انقطاع النفس النومي”.
موضحا: “بعبارة أخرى، ارتفاع صوت الشخير في بعض الحالات يمكن أن يكون مؤشرا على شكل أقل خطورة من انقطاع النفس النومي”.
وأضافت ماريشكا براون، مديرة المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم في NHLBI: “هذا اتجاه جديد مهم في فهمنا لانقطاع النفس الانسدادي النومي. كما أنه يسلط الضوء على الحاجة إلى مواصلة البحث في الدور الذي تلعبه صحة النوم في حماية الصحة العامة”.
المصدر: ميديكال إكسبريس
Source link