أطلقت إدارة ترامب الجديدة عددًا غير مسبوق من الأوامر التنفيذية والإجراءات الإدارية المصممة لتقليص كرامة وحقوق أصدقائنا وأفراد عائلاتنا الأساسية. وكان العدوان تجاه مجتمع المهاجرين في أمريكا، وهي الدولة التي بنيت على المهاجرين، مفتوحا وشرسا.
ويشمل الهجوم إطلاق الأكاذيب وتشجيع أفراد المجتمع على الإبلاغ عن المهاجرين “المشتبه بهم”، إضافة إلى مداهمة المدارس والمستشفيات والكنائس. وهذه الكراهية التي يتم توليدها ضد المهاجرين صادمة، وتتركز على المجتمع اللاتيني لتصبح مظهرا قبيحا لأجندة عنصرية.
لقد استغلّ ترامب حادث تحطم الطائرة المروع في واشنطن العاصمة في يناير لمهاجمة برامج التنوع دون أساس. فبينما كان الغواصون يبحثون في نهر بوتوماك عن الضحايا شكّك ترامب في كفاءاتهم دون دليل، وكان يروّج لفكرة مفادها أن السعي لتحقيق تكافؤ الفرص والتنوع والمساواة يمثل قيما خطيرة ويتعارض مع الكفاءة.
وتتجاهل هذه الإدارة العلم الذي يحذّر من كوارث تغير المناخ، كما تتجاهل الأبحاث الطبية وتنكر الرعاية الصحية المؤكدة للحياة. وتحاول هذه الإدارة منع المتحولين جنسياً وغير الثنائيين من المشاركة في الحياة المدنية. وقد قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالفعل بتطهير جزئي للمصطلحات وبعض البيانات ذات الصلة حول المتحولين جنسياً والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً والأشخاص الحوامل من مواقعها على الإنترنت. وهذا إجراء غير علمي، يمكن أن يهدد حياة وحقوق الملايين الأساسية.
وتتعرض الشركات وشركات التأمين والبنوك في جميع أنحاء العالم لضغوط من الناس بسبب ممارساتها وسياساتها؛ من عمالة الأطفال والاتجار بالبشر المرتبط بمزارع زيت النخيل، إلى سرقة أراضي السكان الأصليين لإنتاج الوقود الأحفوري، إلى المجتمعات التي أُجبرت على العيش مع تلوث الهواء والماء الناجم عن استخراج الموارد.
لكن كيف يمكن الضعط على هذه الشركات؟
بالنسبة للشبكة العالمية للمنظمات والمجتمعات المتضررة التي تعمل من أجل الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية، فإن العلم والبحث القائم على البيانات يشكلان عنصرين أساسيين للضغط على الشركات والبنوك لتصحيح مسارها.
كما يمكن للتحقيقات الميدانية وتنظيم المجتمع والتوثيق القائم على الأقمار الصناعية أن يكشف أن سلاسل التوريد أو سياسات الإقراض من قبل الشركات أو البنوك تتسبب في تدمير الغابات أو تلوث مستجمعات المياه. ولكن عند المطالبة بالتغيير، فإن احترام وحماية حقوق الإنسان للمجتمعات المتضررة من سياساتها هو المطلب الأساسي وغير القابل للتفاوض.
اليوم، ونحن نشهد هذا الهجوم المنظم على حقوق الإنسان الأساسية هنا في الولايات المتحدة، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، لأن هذه الاعتداءات على الإنسانية، وخطوط الانقسام التي يتم رسمها ليست قاسية فحسب، بل إنها تمثل استراتيجية لتشتيت انتباهنا وتقسيمنا. ونحن نعلم أن أعظم التقدم يأتي عندما نتحد.
نحن بحاجة إلى رد قوي من الكونغرس ضد الأجندة الساخرة لهذه الإدارة، ويجب علينا جميعًا أن نكافح بالتضامن بين الحركات المختلفة من أجل حقوق كل أفراد المجتمع والمساواة بينهم، فنحن أقوى معًا.
المصدر: Newsweek
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب