ويقول الصحفي ديكستر فليكنز “في يونيو زرت الضاحية الجنوبية لبيروت وهي منطقة صاخبة في جنوب بيروت حيث يقع مقر حزب الله.. وبينما كنت أقود السيارة كان كشافو حزب الله يجوبون الشوارع على دراجات نارية.. أعيد بناء الضاحية منذ عام 2006 ولم يكن المبنى الصغير الذي كان وجهتي يحمل أي علامات لحزب الله”.
إقرأ المزيد
ويضيف “عندما وصلنا تركنا هواتفنا في سيارتنا مدركين أنه لولا ذلك لكان علينا تسليمها.. في الداخل التقيت بشاب طويل القامة يدعى علي نشأ في غرب إفريقيا، حيث كان والداه مثل العديد من اللبنانيين يديرون العديد من الشركات.. بعد بضع دقائق قادني علي إلى الخارج إلى سيارة أخرى وقال “اتبعني”.. وقادنا إلى مبنى ثان، حيث أخذني إلى غرفة بلا نوافذ أو زخارف”.
ويذكر فليكنز في مقاله: “بعد بضع دقائق دخل نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله مرتديا عمامة بيضاء.. وبينما يتسم نصر الله بالحماسة الشديدة فإن قاسم مجتهد وصارم وهو محارب غير متوقع.. وقبل أن يساعد في تأسيس حزب الله عمل مدرسا للكيمياء لسنوات عديدة ويشكل كتابه الذي يتألف من أربعمائة وثلاث وستين صفحة بعنوان “حزب الله: القصة من الداخل” والذي صدر الآن في طبعته الثامنة، الرواية الرسمية للحركة عن تاريخها ومبرراتها، ويكتب قاسم أن من بين أهدافها الأساسية فرض الجمهورية الإسلامية على لبنان وتدمير إسرائيل حيث أن غرس الكيان الصهيوني في المنطقة أمر غير مشروع وأنه غدة سرطانية لا يشكل وجودها إلا مقدمة للسيطرة على المنطقة بأسرها”.
ويتابع بالقول: “كان قاسم الذي يبلغ من العمر واحدا وسبعين عاما يجلس منتصب القامة وقدماه مستويتان على الأرض، ويفرك يديه بلا انقطاع.. أخبرني أن حزب الله دخل الحرب للضغط على إسرائيل للتخلي عن حملتها في غزة والتي قال إنها كانت تهدف إلى “إبادة” الشعب الفلسطيني”.
إقرأ المزيد
ويضيف قاسم في تصريحه للصحيفة: “كيف يمكننا أن نلتزم الصمت ونشاهد؟ كان علينا أن نقاوم.. سعى حزب الله إلى تقييد جزء كبير من الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية وتعطيل الحياة في إسرائيل من خلال إجبار عمليات الإجلاء الجماعي”.
ويردف ديكستر فليكنز قول قاسم: “نحن لا نسعى إلى شن حرب جديدة، أو توسيع الحرب، بل نريد أن نجعل الإسرائيليين قلقين بشأن استمرار الحرب في غزة”.
وفي هذه النقطة يسرد الصحفي بعض التفاصيل التي تحدث عنها نعيم قاسم، حيث أفاد بأن نائب أمين عام حزب الله أخبره أن الحزب أطلق صواريخ على مسافة لا تزيد عن ثلاثة أميال عبر الحدود ولم يفعل أكثر من الرد على الضربات المضادة الإسرائيلية، لكنه أقر بأن الصراع كان يتبع منطقا خاصا به.
ووصف الصحفي أن قاسم كان يتحدث بلهجة حزبية مدروسة مخلصة بلا انحرافات، موضحا أنه أصبح أكثر حيوية عندما سأله عن نفسه حيث استبدل قاسم روتين المعلم الهادئ قبل ثلاثين عاما، بحياة قائد مختبئ دائما وغالبا تحت الأرض، ويواجه باستمرار تهديد الموت العنيف.
وردا على سؤال “هل افتقد وجوده القديم؟”، قال نائب أمين عام حزب الله: “أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها.. من قال إننا لا نذهب إلى الشاطئ والمطاعم؟ نحن نمارس الرياضة، ونأكل متى شئنا، ونعيش الحياة على أكمل وجه”.
وأجاب ردا عن سؤال يخصوص أمين عام الحزب حسن نصر الله، أكد قاسم أنه “أسعد رجل على وجه الأرض”.
كما أشار الصحفي أن قاسم أخبره أن حسن نصر الله يفضل المنتخب البرازيلي.
المصدر: “نيويوركر”
إقرأ المزيد
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});